التقسيم والتوزيع هما تصرف الإنساني.
والأديب يجمع هذه المواهب كلها، فهو إذن الإنسانية كاملة.
في الفقر والضعة لا يسقط الأديب كالحصاد.
وفي الغنى والوجاهة لا يتنفش فرحا وكبرياء.
لا السن ولا المكانة يستطيعان قلقلته؛ ولذلك يسمونه الأديب المثقف.
أما الذين يسميهم الجمهور اليوم بالمثقفين والأدباء فليسوا كذلك؛ ولذلك صارت الثقافة وصمة.»
انتهى كلام كنفوشيوس.
ومع احترامي لآراء المعلم الصيني الأكبر أرى أن الشقاء عنصر مقوم للأديب؛ إذ لا بد للأديب من العبور في معصرة الألم لتبقى خمرته على الدهور والأجيال؛ ولهذا أرى بالاستقراء أن الأديب إذا لم يجد شقاء شقي بعقله كالمتنبي مثلا.
قرأت مسرحية طريفة تدل على طمع الأمم بالأدباء، فأحببت أن ألخصها خاتما كلمتي بها:
كان في إحدى مدن فرنسا أديب تاعس الجد، تحييه زوجته المهذبة بما نصافح به العقرب متى شرفتنا بزيارة صيفية، ويزدريه من عرفوه في المجالس والمجامع، فعاش المسكين في حربين: داخلية وخارجية، وكانت الحرب العظمى الأولى فاختفى أثره، واشتهت بلدته أن تشتهر بأديب تفتخر به كغيرها من المدن، فرأت أن تشيد أثرا فخما لأديبها هذا، فاضطلع رئيس البلدية بالأمر ورفع الأثر عاليا، ثم كانت حفلة إزاحة الستار عن التمثال فتصدرها الوزير وزوجة الشاعر، وكان السواد يجللها من فوق عينيها إلى رجليها.
Bog aan la aqoon