Subul Salam
سبل السلام
Tifaftire
محمد صبحي حسن حلاق
Daabacaha
دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع
Daabacaad
الثالثة
Sanadka Daabacaadda
1433 AH
Goobta Daabacaadda
السعودية
Noocyada
Culuumta Xadiiska
وظاهرُ هذا الحديثِ أن هذا غَايةُ ما كانَ ينتهي إليهِ وضوؤهُ ﷺ وغسلُهُ، ولا ينافيهِ حديثُ عائشةَ الذي أخرجهُ البخاريُّ (^١): (أنهُ ﷺ توضأَ مِنْ إِناءٍ واحدٍ يقالُ لهُ: الفَرَقُ) بفتحِ الفاءِ والراءِ، وهوَ إناءٌ يسعُ تسعةَ عشرَ رِطْلًا؛ لأنهُ ليسَ في حديثِهَا أنهُ كانَ ملآنًا ماءً، بلْ قولُها: (منْ إناءٍ)، يدلُّ على تبعيضِ ما توضأَ منهُ.
وحديثُ أنسٍ هَذا، [والحديث] (^٢) الذي سلفَ عنْ عبدِ اللَّهِ بن زيدٍ، يرشدانِ إلى تقليلِ ماءِ الوضوءِ، والاكتفاءِ باليسيرِ منهُ. وقدْ قالَ البخاريُّ (^٣): وَكَرِهَ أَهْلُ العِلمِ فيهِ - أي [في] (^٤) ماءِ الوضوءِ - أنْ يتجاوزَ فعلَ النبيّ ﷺ.
ما يُقال بعد الوضوء
٢٤/ ٥٢ - وَعَنْ عُمَرَ ﵁ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ، فَيُسْبغُ الْوُضُوءَ، ثُمَّ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَريكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الجَنَّةِ). [صحيح]
أخْرَجَهُ مُسْلِمٌ (^٥)، وَالتِّرْمِذِي (^٦) وَزَادَ: (اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ، واجْعَلْنِي مِنَ الْمُتَطَهِّرِينَ).
(^١) أخرج البخاري في (صحيحه) (١/ ٣٦٣) رقم (٢٥٠) عن عائشة ﵂ قالت: (كنتُ أغتسِلُ أنا والنبي ﷺ من إناءٍ واحد، مِنْ قَدَح يقالُ له: الفَرَق).
• الفَرَقُ= (٨٢٥٣) غرامًا.
(^٢) زيادة من النسخة (أ).
(^٣) في (صحيحه) (١/ ٢٣٢) الباب الأول من كتاب الوضوء.
(^٤) زيادة من النسخة (أ).
(^٥) في (صحيحه) (١/ ٢٠٩) رقم (١٧/ ٢٣٤).
(^٦) في (سننه) (١/ ٧٧) رقم (٥٥).
قلت: وأخرجه أحمد (٤/ ١٤٥ - ١٤٦، ١٥٣)، وأبو عوانة (١/ ٢٢٥)، وأبو داود (١/ ١١٨) رقم (١٦٩)، والنسائي (١/ ٩٢) رقم (١٤٨)، وابن ماجه (١/ ١٥٩) رقم (٤٧٠)، والبيهقي (١/ ٧٨) و(٢/ ٢٨٠) من طرق عن عقبة بن عامر عن عمر بن الخطاب .. ولم يذكر الترمذي في سنده عقبة بن عامر، وأعلَّه الترمذي بالاضطراب وليس كذلك، فإنه أضطراب مرجوح.
فالحديث صحيح، واللَّه أعلم.
1 / 229