212

Jidadka Hanuunka iyo Toosnaanta

سبل الهدى والرشاد

Tifaftire

الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، الشيخ علي محمد معوض

Daabacaha

دار الكتب العلمية بيروت

Daabacaad

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٤ هـ - ١٩٩٣ م

Goobta Daabacaadda

لبنان

Gobollada
Suuriya
Masar
Boqortooyooyin
Cismaaniyiinta
وروى عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن يحيى بن جعدة بن هبيرة [(١)] في قوله تعالى: وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِنًا. قال: آمنًا من النار.
وما أحسن ما أنشده الحافظ أبو طاهر السّلفي [(٢)] رحمه الله تعالى لنفسه بعد دخول البيت زاده الله تعالى تشريفًا وتكريمًا:
أبعد دخول البيت والله ضامن ... أيبقى قبيح والخطايا كوامن
فحاشا وكلاّ بل تسامح كلّها ... ويرجع كلّ وهو جذلان آمن
فائدتان:
الأولى: قال في شفاء الغرام: دخل النبي ﷺ البيت أربع مرات بعد الهجرة: الأولى يوم الفتح. رواه مسلم [(٣)] عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، الثانية: ثاني الفتح. رواه الإمام أحمد عن أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنهما [(٤)] الثالثة: في عمرة القضية. نقله المحب الطبري في القرى عن عروة وسعيد بن المسيب. وفي ذلك نظر لما سيأتي عن عبد الله بن أبي أوفى [(٥)] رضي الله تعالى عنه. الرابعة: في حجة الوداع، رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة [(٦)] .
الثانية: اتفق الأئمة الأربعة رحمهم الله تعالى على استحباب دخول الكعبة، واستحسن الإمام مالك رضي الله تعالى عنه كثرة دخولها، وأما
حديث عائشة رضي الله تعالى عنها: خرج رسول الله ﷺ من عندي وهو قرير العين طيب النفس، ثم رجع وهو حزين فقلت له فقال:
«إني دخلت الكعبة ووددت أني لم أكن فعلت، إني أخاف أن أكون أتعبت أمتي من بعدي»، رواه الإمام أحمد والترمذي وصححه
[(٧)] . فلا دلالة فيه لعدم الاستحباب، بل

[(١)] يحيى بن جعدة بن هبيرة، بن أبي وهب المخزومي، ثقة وقد أرسل عن ابن مسعود ونحوه، من الثالثة. التقريب ٢/ ٣٤٤.
[(٢)] السلفي: بفتحتين وفاء إلى مذهب السّلف وبضم أوله إلى سلف بطن من الكلاع وبكسره إلى سلفة جدّ الحافظ أبي طاهر. لب اللباب ٢/ ٢٢.
[(٣)] أخرجه مسلم ٢/ ٩٦٦ كتاب الحج (٣٨٩/ ١٣٢٩) .
[(٤)] أخرجه أحمد في المسند ٦/ ٢٠٧.
[(٥)] عبد الله بن أبي أوفى علقمة بن خالد الأسلمي أبو إبراهيم، صحابي ابن صحابي. شهد بيعة الرّضوان وروى خمسة وتسعين حديثًا، اتفقا على عشرة، وانفرد (خ) بخمسة، و(م) بواحد. وعنه عمرو بن مرة، وطلحة بن مصرّف وعديّ بن ثابت والأعمش. قال الذهبي: قيل حديثه عنه مرسل وقد سمع الأعمش ممن مات قبله، فما المانع من أن يكون سمع منه. قال الواقدي: مات سنة ست وثمانين. وقال أبو نعيم: سنة سبع. قال عمرو بن علي: هو آخر من مات بالكوفة من الصحابة. الخلاصة ٢/ ٤١.
[(٦)] أخرجه أبو داود ١/ ٦١٩ كتاب المناسك باب في دخول الكعبة والترمذي ٣/ ٢٢٣ كتاب الحج.
[(٧)] أخرجه الترمذي ٣/ ٢٢٣ كتاب الحج باب ما جاء في دخول مكة (٨٧٣) وقال: هذا حديث حسن صحيح وابن ماجة ٢/ ١٠١٨ كتاب المناسك باب دخول الكعبة (٣٠٦٤) .

1 / 172