131

Jidadka Hanuunka iyo Toosnaanta

سبل الهدى والرشاد

Baare

الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، الشيخ علي محمد معوض

Daabacaha

دار الكتب العلمية بيروت

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٤ هـ - ١٩٩٣ م

Goobta Daabacaadda

لبنان

رواه البخاري في صحيحه. كما نقله الزركشي في شرح البردة، والحافظ ابن كثير [(١)] في تاريخه وأول كتابه جامع المسانيد، والحافظ في الفتح في باب حديث الخضر مع موسى، ولم أظفر به فيه، ورواه ابن عساكر بنحوه. قال الإمام العلامة الحافظ شيخ الإسلام تقي الدين السبكي قدس الله سره في هذه الآية من التّنويه بالنبي ﷺ وعظيم قدره ما لا يخفى أنه على تقدير مجيئه في زمانهم يكون مرسلًا إليهم. فتكون نبوّته ورسالته عامة لجميع الخلق من زمن آدم إلى يوم القيامة وتكون الأنبياء وأممهم كلهم من أمته، ويكون قوله ﷺ: «بعثت إلى الناس كافة» [(٢)] لا يختصّ به الناس في زمانه إلى يوم القيامة بل يتناول من قبلهم أيضًا. وإنما أخذ المواثيق على الأنبياء ليعلموا أنه المقدّم عليهم وأنه نبيهم ورسولهم. وفي أَخَذَ وهي في معنى الاستخلاف، ولذلك دخلت لام القسم في لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ لطيفة أخرى، وهي كأنها البيعة التي تؤخذ للخلفاء ولعل أيمان الخلفاء أخذت من هذا، فانظر إلى هذا التعظيم للنبي ﷺ من ربه. فإذا عرفت هذا فالنبي ﷺ نبي الأنبياء، ولهذا أظهر ذلك في الآخرة جميع الأنبياء تحت لوائه. وفي الدنيا كذلك ليلة الإسراء صلى بهم، ولو اتفق مجيئه في زمن آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى وجب عليهم وعلى أممهم الإيمان به ﷺ ونصرته. وبذلك أخذ الله الميثاق عليهم، فنبوته ﷺ ورسالته إليهم معنىّ حاصل له. وإنما أمره يتوقف على اجتماعهم معه، فتأخر الأمر راجع إلى وجودهم لا إلى عدم اتصافه بما يقتضيه. وفرق بين توقّف الفعل

[(١)] إسماعيل بن كثير بن ضوء بن كثير بن ضوء بن ذرع، القرشي، البصروي، الدمشقي. مولده سنة إحدى وسبعمائة، وتفقه على الشيخين برهان الدين الفزاري وكمال الدين بن قاضي شهبة، ثم صاهر الحافظ أبا الحجاج المزي ولازمه، وأخذ عنه، وأقبل على علم الحديث، وأخذ الكثير عن ابن تيمية، وقرأ الأصول على الأصفهاني، وسمع الكثير، وأقبل على حفظ المتون، ومعرفة الأسانيد والعلل والرجال والتأريخ، حتى برع في ذلك وهو شاب. وصنف في صغره «كتاب الأحكام على أبواب التنبيه»، ووقف عليه شيخه برهان الدين وأعجبه، وصنف التأريخ المسمى بالبداية والنهاية والتفسير. وصنف كتابا في جمع المسانيد العشرة، واختصر تهذيب الكمال وأضاف إليه ما تأخر في الميزان سماه التكميل، وطبقات الشافعية ورتبه على الطبقات، وله تصانيف مفيدة. وقال تلميذه الحافظ شهاب الدين بن حجي: كان أحفظ من أدركناه لمتون الأحاديث، وأعرفهم بجرحها، ورجالها، وصحيحها وسقيمها. وكان أقرانه وشيوخه يعترفون له بذلك. وكان يستحضر شيئا كثيرا من التفسير والتأريخ، قليل النسيان. وكان فقيها جيد الفهم، صحيح الذهن، يستحضر شيئا كثيرا، ويحفظ التنبيه إلى آخر وقت، ويشارك في العربية مشاركة جيدة، وينظم الشعر. وما أعرف أني اجتمعت به على كثرة ترددي إليه إلا وأفدت منه. توفي في شعبان سنة أربع وسبعين وسبعمائة، ودفن بمقبرة الصوفية عند شيخه ابن تيمية. الطبقات لابن قاضي شهبة ٣/ ٨٥- ٨٦، والدارس ١/ ٣٦، والبدر الطالع ١/ ١٥٣، وشذرات الذهب ٦/ ٢٣١. [(٢)] أخرجه أحمد في المسند ٣/ ٣٠٤، والبيهقي ٢/ ٤٣٣، ومجمع الزوائد ٨/ ٢٥٩، ٢٦١، والطبراني في الكبير ١٢/ ٤١٣، وابن سعد في الطبقات ١/ ١/ ١٢٨.

1 / 91