أن ثبت معك حتى بقيت في ستة أنفار تكفيه هذه الفضيلة؟ وحكى أن السري الرفاء حين قصد سيف الدولة أنشده بديهًا:
إني رأيتُكَ جالسًا في مجلس ... قعد الملوكُ به لدَيْك وقامُوا
فكأنَّك الدهرُ المخيطُ عليهمُ ... وكأنهم من حولك الأيامُ
ثم أنشده بعد ذلك ما كان قاله فيه من الشعر، وبعد ثلاثة أيام أنشده المتنبي قصيدة قافية، فأمر له بفرس وجارية، وأول القصيدة:
أيدري الربعُ أيَّ دم أراقا ... وأيَّ قلوب هذا الركب شاقاَ
لنا ولأهْله أبدًا قلوبُ ... تَلاقَى في جسوم ما تَلاَقى
وما عَفتِ الرياحُ له محلاّ ... عفاهُ مَنْ حدا بهمُ وسَاقَا
1 / 56