يتوخى الطير غَدْوَتَه ... ثِقة باللَّحْمِ مِن جَزَرةْ
وقال مسلم بن الوليد:
قد عَوَّد الطير عادات وثقْن به ... فهنَّ يَتْبَعْنهُ في كل مُرْتحل
وقد كرَّره أبو تمام في شعره؛ فمما جاء له منه:
وقد ظُلَّلتْ عِقْبانُ أعلامِهِ ضُحى ... بعقبان طير في الدماء نواهلِ
أقامتْ مع الرَّاياتِ حتى كأنها ... من الجيشِ إلا أنها لم تقاتلِ
وقال
إذا ذمت الأعداءُ سوءَ صباحِها ... فليس يؤدّي شكرَها الذئب والنسر
وقد ذكر هذا المعنى قديمًا وحديثًا وأورده بضروب من العبارات غير هؤلاء إلا أنهم جاءوا بشيء واحد لا تفاضل بينهم فيه إلا من جهة حسن السَّبك أو من جهة الإيجاز في اللفظ، ولم أر أحدًا أغرب في هذا الطريق مع اختلاف مقصده إليها إلا مسلم بن الوليد، فقال:
1 / 52