الدولة أول اتصاله به أنه إذا أنشده مديحه لا ينشده إلا وهو قاعد؛ وأنه لا يكلف تقبيل الأرض بين يديه، فنسب إلى الجنون، ودخل سيف الدولة تحت هذه الشروط، وتطلع إلى ما يرد منه؛ وذلك في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، ولما أنشده قصيدته التي أولها:
وفاؤكما كالربع أشجَاهُ طاسِمُهْ ... بأن تُسْعدا والدمْعُ أشفاهُ ساجمةْ
وما أنا إلا عاشِقُ كُل عاشقٍ ... أعقُّ خليليْه الصفيين لائمِهْ
وقد يتزيّا بالهوى غيرُ أهِله ... ويَستصْحِبُ الإنسانُ مَنْ لا يلائِمه
بَليِت بِليَ الأطلالِ إنْ لم أقفُ بها ... وقوف شحيح ضاعَ في التْرب خاتمة
قيل: كان أبو العلاء المعري إذا ذكر الشعراء يقول: قال أبو نواس كذا، قال البحتري كذا، قال أبو
1 / 47