فقَعَدَ على الباب يَبْكي» (١) .
وقد سمعَ في صِباهُ من أبي القاسم البغويِّ، ويحيى بن محمد بن صاعِد، وأبي بكر بن أبي داود، وغيرهم (٢) .
أمَّا أبوه عمرُ بنُ أحمدَ فقد كان من المحدِّثينَ الثقات، سمع وحدَّث، إلى جانب معرفته بالقراءات (٣) .
وقد سمع منه ولده أبو الحسن الدارقطني الحديثَ، وحدَّث عنه في "سننه" (٤)، كما عرض عليه القرآنَ (٥) .
ويبدو أن الدارقطنيَّ شرع في حفظ القرآن وإتقان تلاوته وهو غلامٌ حَدَثٌ، على عادة أهل عصره، وبَرَّزَ في ذلك وتفوَّق، حتى تنبَّأ له الناسُ أن يصيرَ شيخًا كبيرًا من شيوخ الإقراء. يقول هو عن نفسه: «كنتُ أنا والكتَّاني (٦) نسمع الحديثَ، فكانوا يقولون: يخرج الكتانيُّ
_________
(١) "تاريخ دمشق" (٤٣/٩٧- ٩٨)، ونقله ابن خير في "الفهرست" (ص١٩٦)، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (١٦/٤٥٢)، و"تذكرة الحفاظ" (٣/٩٩٤) .
(٢) "سير أعلام النبلاء" (١٦/٤٤٩) .
(٣) ترجم له الخطيب في "تاريخ بغداد" (١١/٢٣٩) .
(٤) "سنن الدارقطني": (١/٩٩، ٢٥٢) و(٢/١٠٣، ١٧٨) و(٤/١٣٣، ٢٠٨، ٢٢١، ٢٤٥، ٢٧٨) .
(٥) قال ابنُ الجزريِّ في "طبقات القراء" (١/٥٨٩): «عمر بن أحمد بن مهدي البغدادي، والدُ الحافظ أبي الحسن الدَّارَقُطنيِّ، عرض على أحمدَ بن سهل الأُشْناني، وعرض عليه ابنُه عليُّ بن عمر» .
(٦) هو: عمر بن إبراهيم بن أحمد، أبو حفص الكتاني، ولد سنة ثلاث مئة، وتوفي سنة تسعين وثلاث مئة. ترجمته في: "تاريخ بغداد" (١١/٢٦٩)، و"سير أعلام النبلاء" (١٦/٤٨٢- ٤٨٤) .
1 / 13