131

Sū' al-Khuluq

سوء الخلق

Daabacaha

درا بن خزيمة

Lambarka Daabacaadda

طبعة ثانية منقحة ومزيدة

Noocyada

وهذا يكون بمعرفة مكارم الأخلاق في ضد أخلاقه، ويكون بتمرين النفس على مصاحبته، ومعاشرته، والصبر عليه"١.
قال ابن حزم: " ولكل شيء فائدة، ولقد انتفعت بمحك أهل الجهل منفعة عظيمة، وهي أنه توقد طبعي، واحتدم خاطري، وحمي فكري، وتهيج نشاطي فكان ذلك سببا إلى تواليف لي عظيمة.
ولولا استثارتهم نشاطي، واقتداحهم كامني - ما انبعثت لتلك التواليف"٢.
بل إن كثيرا من العقلاء يتعلم من الحيوانات البهم أمورا تنفعه في معاشه، وأخلاقه، وصناعته، وحربه، وحزمه، وصبره.
قيل لرجل: من علمك البكور في حوائجك أول النهار لا تخل به؟ قال: من علم الطير تغدو خماصا كل بكرة في طلب أقواتها على قربها وبعدها، لا تسأم ذلك ولا تخاف ما يعرض لها في الجو والأرض.
وقيل لآخر: من علمك السكون، والتحفظ، والتماوت حتى تظفر بإربك، فإذا ظفرت به وثبت وثوب الأسد على فريسته؟
قال: الذي علم الهرة أن ترصد جحر الفأرة، فلا تتحرك، ولا تتلوي، ولا تختلج، حتى كأنها ميتة، حتى إذا برزت الفأرة وثبت عليها كالأسد.
وقيل لآخر: من علمك حسن الإيثار والبذل والسماحة؟ قال:

١ مدارج السالكين٢/٣٣٥.
٢ الأخلاق والسير، ص٤٨.

1 / 135