حَرِيرٌ (٢٣) وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ﴾ [الحج:٢٣، ٢٤].
قال الطبري في تفسير هاتين الآيتين: (يقول تعالى ذكره: وأما الذين آمنوا باللَّه ورسوله فأطاعوهما بما أمرهم اللَّه به من صالح الأعمال، فإن اللَّه يدخلهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار، فيحليهم فيها من أساور من ذهب ولؤلؤًا) وقال -أيضًا-: (وقوله: ﴿الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ﴾ دين الإسلام الذي شرعه لخلقه وأمرهم أن يسلكوه) (١).
٥ - وقال تعالى: ﴿أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [الملك: ٢٢].
قال القرطبي: (ضرب اللَّه مثلًا للمؤمن والكافر) (٢).
وقال السعدي: (أي: أي الرجلين أهدى؟ من كان تائهًا في الضلال، غارقًا في الكفر قد انتكس قلبه فصار الحق عنده باطلًا، والباطل حقًّا، أو من كان عالمًا بالحق، مؤثرًا له، عاملًا به، يمشي على الصراط المستقيم، في أقواله وأعماله وجميع أحواله، فبمجرد النظر إلى الحالين يعلم الفرق بينهما) (٣).
وقال ابن كثير: ﴿عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ أي: على طريق واضح بين وهو في نفسه مستقيم وطريقه مستقيمة، هذا مثلهم في الدنيا، وكذلك يكون في الآخرة، فالمؤمن يحشر يمشي سويًا على صراط مستقيم مفضٍ به الجنة الفيحاء، وأما الكفر فإنّه يحشر يمشي على وجهه إلى نار جهنم) (٤).