Studies in Sufism
دراسات في التصوف
Daabacaha
دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
Noocyada
" علامة الإفلاس الاستئناس بالناس " (١)
وهذا كلّه رغم حديث رسول الله ﷺ ذكره السهروردي أيضًا في عوارفه عن أبي هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال:
" المؤمن بألف ويؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف " (٢).
وهل تأتي الألفة بالتنافر والوحدة والعزلة والفرار من الناس أم بالمعاشرة والمخالطة والالتقاء والمصاحبة؟.
هذا وذكر الأموي عن الجنيد أنه قال:
" من أراد أن يسلم له دينه ويستريح بدنه وقلبه فليعتزل الناس، فإن هذا زمان وحشة " (٣).
ولم يأمر الصوفية معتقديهم بالتنافر والفرار عن عامة الناس فحسب، بل عن الأقرباء وذوي الرحم أيضًا كما أنشد عجيبة الحسني:
أستغن عن كل ذي قرب وذي رحم ... الغنيّ من استغنى عن الناس
وأين يذهب بعد الاعتزال عن الناس والاستغناء عنهم، يبين ذلك صاحب " الأنوار القدسية " حيث يقول:
" من شأن المريد الصادق محبة العزلة عن الناس، واستغناؤه الجلوس في البراري والمواضع الخربة حتى يتقوى ويصبر ولا يتدّنس بالأعيار " (٤).
ويقول: " المريد الصادق يحب الخلوة البعيدة عن مرور الناس كخلاوي السطوح ويجب أن تكون ضيقة حتى لا يصلح له مدّ رجله فيها، ويجب أن تكون مظلمة لا يدخلها نور الشمس " (٥).
ولماذا يعتزل؟ يصرح بذلك الدمياطي حيث يقول:
(١) جامع الأصول للكمشخانوي ص ١٧٤. (٢) أنظر عوراف المعارف للسهروردي ص ١١٢. (٣) حياة القلوب لعماد الدين الأموي بهامش قوت القلوب للمكي ج ٢ ص ٩٣ ط ... دار صادر بيروت. (٤) الأنوار القدسية للشعراني ج ١ ص ١٤٠. (٥) أيضًا ج ١ ص ١٤١.
1 / 101