Studies in Sufism
دراسات في التصوف
Daabacaha
دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
Noocyada
و﴿وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴿٩٠﴾ وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ ﴿٩١﴾ (١).
و﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ﴿١٣﴾ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ﴿١٤﴾ (٢).
والآيات في هذه المعاني كثيرة جدًا.
ومثلها بل أكثر منها بأضعاف أحاديث نبوية شريفة، وكان رسول الله ﷺ وهو أحبُّ الخلائق إلى الله وأحبهم لله، الذي قال ﷾ في شأنه ﷺ: ﴿لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ﴾ (٣).
كان أكثر الناس سؤالًا لجنته واستعاذة من النار فكان يقول: (اللهم إني أعوذ أسألك الجنة وما قرّب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرّب إليها من قول أو عمل) (٤).
وروى الشيخان أنه كان يقول: (اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار وفتنة النار) (٥).
وعن أبي هريرة ﵁ قال: لما نزلت ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾ دعا النبي ﷺ قريشًا فاجتمعوا، فعمّ وخصّ، فقال:
(يا بني كعب بن لؤيّ، أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني مرة بن كعب، أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد شمس، أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد مناف، أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني هاشم، أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد المطلب، أنقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة، أنقذي نفسك من النار، فإني لا أملك لكم من الله شيئا، غير أن لكم رحمًا سأبلها ببلالها) (٦).
فهذا هو منطوق القرآن والسنة.
وأما المتصوفة فلا يرون الأمر كذلك، فلا الدنيا عندهم ولا الآخرة، ولا الخوف
(١) سورة الشعراء آية ٩٠ - ٩١. (٢) سورة الإنفطار آية ١٣ - ١٤. (٣) سورة الفتح آية ٢. (٤) أخرجه ابن ماجه وصححه ابن حبان والحاكم. (٥) متفق عليه. (٦) رواه مسلم.
1 / 77