Studies in Sufism
دراسات في التصوف
Daabacaha
دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
Noocyada
ومن الحكايات التي يسردها الصوفية بيانًا لتواضع مشايخهم ما ذكرها اليافعي نقلًا عن إبراهيم بن أدهم أنه قال:
" ما سررت بشيء كسروري يومًا كنت جالسا فجاء إنسان وبال عليّ " (١).
ونقل السلمي عن أبي محمد الراسي أنه قال:
" لا يكون الصوفي صوفيًا حتى لا تقلّه أرض ولا تظله سماء، ولا يكون له قبول عند الخلق " (٢).
وقال آخر:
" الصوفي كالأرض يطرح عليه كل قبيح ويطؤه البرّ والفاجر " (٣).
وذكر الشعراني في طبقاته حكاية أبي العباس أحمد بم مسروق بيانًا لتواضعه وانسلاخه عن التكبر وتجرده عن الترفع، فيقول:
" جاءه مرة شخص فدخل داره لوليمة كانت عند أبي العباس بلا دعوة، فقال أبو العباس: لله علي أن أدعه يمشي إلا على خدّي حتى لأجلس موضع الأكل فوضع خده على الأرض ومشى عليه الرجل إلى أن أبلغ إلى موضع جلوسه، وصار يقول: مثل هذا الرجل يتواضع لي ويحضر وليمتي، بأيّ شيء أكافئه؟ " (٤).
فبمثل هذه التفاهات كانوا يتصنعون التواضع، ويتكلفون به، ويتجاوزون إلى التهاون والتخاذل الغير معهود في السلف الصالح.
وأحيانا يأمرون مريديهم بحلق اللحية وتعليق المخلاة في رقبته إذلالا لنفسه وإسقاطًا لجاهه (٥).
ويقول محمد بن أبي الحسن: مددت رجلي يومًا بعد صلاة المغرب، فهتف بي هاتف:
_________
(١) نشر المحاسن الغالية لليافعي ص ٩٧ بهامش جامع الكرامات للنبهاني، أيضا إيقاظ الهمم لابن عجيبة ص ٤١٢.
(٢) طبقات الصوفية لأبي عبد الرحمن السلمي ص ١٢٦.
(٣) إيقاظ الهمم ص ٥.
(٤) طبقات الشعراني ج ١ ص ٦٣.
(٥) أنظر النور من كلمات أبي طيفور ص ١١٣ ضمن شطحات الصوفية للدكتور عبد الرحمن بدوي ط الكويت، أيضًا إيقاظ الهمم لابن عجيبة الحسني ص ٣٦.
1 / 68