50

Studies in Sufism

دراسات في التصوف

Daabacaha

دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Noocyada

وحكى العطار عن فتح الموصلي أنه كان يبكي كثيرا حتى جرى الدم من عينيه، فسئل: لماذا هذا البكاء الشديد؟ قال: خوفا من الله (١). ومثل ذلك نقل عنه ابن الملقن أيضا حكاية عن أبي إسماعيل أنه قال: " دخلت عليه يوما، وقد مدّ كفّه يبكي، حتى رأيت الدموع من بين أصحابه تتحدر، فدنوت منه لأنظر إليه، فإذا دموعه قد خالطها صفرة، فقلت: بالله يا فتح، بكيت الدم؟ فقال: نعم، ولولا أنك حلفتني بالله ما أخبرتك، فقلت: على ماذا بكيت الدموع ثم الدم؟ فقال: بكيت الدموع على تخلفي عن واجب حق الله، وبكيت الدم بعد الدموع حزنا ألا تكون قد صحت لي توبتي (٢). وقال عماد الدين الأموي: " حكي أن الحسن البصري أقام ثلاثين سنة لم يضحك ". وقيل: " إن عطاء السلمي لم يضحك أربعين سنة، وهذا كان حال سائر عباد البصرة غلبت عليهم المخاوف فكان حالهم الحزن " (٣). وقد عدّ المتصوفة الحزن الدائم وعدم الضحك من علائم الخشية والتقوى مع أن رسول الله ﷺ وهو أتقى العالمين وأخشاهم لله - كان يضحك ويبستم، وقد روى عن عبد الله بن الحارث أنه قال: " ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله ﷺ " (٤).

(١) تذكرة الأولياء للعطار ص ١٥٧. (٢) طبقات الأولياء لأبن الملقن ص ٢٧٩. (٣) حياة القلوب في كيفية الوصول إلى المحبوب لعماد الدين الأموي ص ١٥ بهامش قوت القلوب لأبي طالب المكي ط دار صادر بيروت. (٤) رواه الترمذي.

1 / 57