Studies in Sufism
دراسات في التصوف
Daabacaha
دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
Noocyada
حتى عزمت على الانصراف. فبتُّ تلك الليلة في مسجد، ثم قلت في نفسي: جئت هذا البلد، فلا أقل من زيارته!. فلم أزل أسأل عنه، حتى دفعت إلى مسجد، فوجدته جالسًا في المحراب، وبين يديه، مصحف يقرأ فيه، إذا هو شيخ بهي، حسن الوجه واللحية. فدنوت منه، وسلمت عليه، فرد علي السلام، وقال: من أين أنت؟ قلت من بغداد، قال: لأي شيء جئت؟، قلت زائر لك!، قال: أرأيت لو أن إنسانًا - في بعض البلدان التي جزت بها قال لك: أقم عندي، وسأشتري لك دارًا أو جارية!، أكان ذلك يمنعك من زيارتي!، قلت: يا سيدي!، ما امتحنني الله بشيء من ذلك!، ولو كان، فلا أدري كيف كنت أكون، فقال: أتحسن تقول شيئًا؟، قلت: نعم!. وأنشدت:
رأيتك تبني دائبًا في قطيعتي ... ولو كنت ذا رحم لهدمت ما تبني
كأني بكم، والليث أفضل قولكم ... ألا ليتنا كنا إذ الليثُ لا تغني
فأطبق المصحف، " ولم يزل يبكي، حتى بل لحيته وثوبه، ورحمته من كثرة بكائه.
ثم ألتفت إليً، وقال: يا بني أتلوم أهل الريً على قولهم: يوسف بن الحسين الزنديق، وهو ذا من وقت صلاة الصبح أتلو القرآن، لم تقطر من عيني قطرة، وقد قامت عليً القيامة بهذا البيت " (١).
ومثل هذه الحكاية روى ابن الجوزي في كتابه نقلًا عن أبي عبد الرحمن السلمي أنه قال:
" أخرجت إلى مرو في حياة الأستاذ أبي سهل الصعلوكي وكان له قبل خروجي أيام الجمع بالغدوات مجلس درس القرآن والختمات، فوجدته عند خروجي قد رفع ذلك المجلس وعقد لابن الفرغاني في ذلك الوقت مجلس القوال يعني المغني، فتداخلني من ذلك شيء فكنت أقول:
قد استبدل مجلس الختمات بمجلس القوّال، فقال لي يومًا: أي شيء تقول الناس؟
(١) طبقات الأولياء لابن الملقن ص ٣٨٠، ٣٨١، ٣٨٢، أيضًا حلية الأولياء ج ١٠ ص ٢٤٠، أيضًا اللمع للطوسي ص ٣٦٤، أيضا إحياء علوم الدين للغزالي ج ٢ ص ٢٧٥، ٢٧٦، أيضا الأنوار القدسية للشعراني ج ٢ ص ١٨٤، أيضًا الطبقات الكبرى له أيضًا ج١ ص ٨٩، ٩٠.
1 / 188