Studies in Sufism
دراسات في التصوف
Daabacaha
دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
Noocyada
الصفاء فأدركت به منازل الرضاء، وأخرجني إلى رياض التنزه والفضاء " (١).
وهناك كلام القشيري في رسائلة كاد أن يكون جامعًا وشاملًا لهذه المعاني كلها حيث يقول تحت عنوان " ما السماع ":
" السماع إدراك الغيوب بسمع القلوب بفهم الفؤاد لحقائق المراد، الوقوف على إشارات الحق عند وجود عبارات الخلق، الترقي مما يقرع سمع الظاهر إلى ما يوجب جمع السرائر إصغاء القلب إلى خطاب الغيب، إشارات ترد على الأسرار عند عبارات تسمع من الأغبار إنطلاق لسان السرائر إذا سكت لسان الظواهر، جريان لسان الفؤاد والعبد ساكت بين العباد، مفاوضة الأحباب وسكوت اللسان عن الخطاب.
السماع من موجبات الرأفة ومذهبات الكلفة، السماع سفير يؤدي إليكم رسائل الغيب بحسن التولي، غذاء الأرواح وشفاءها، روح القلوب وصفاءها، لطائف الغيب وزوائده، نتائج القرب وعوائده.
السماع يبرز كل وجد كامن ويزعج كل قلب ساكن، السماع مبهج لقوم ومزعج لقوم لأنه يفيد قومًا وبيد قومًا من إفادة أبهجة وأصحاه ومن إبادة أزعجه - أو لأم محاه - السماع غريم لا يرضى من الفقير إلا ببذل الروح لكنه يغنيه عن نيل كل ممنوع، السماع يقضي ويقتضي، يقضي كل كاتم ويملك السمع حتى لا يدخله لوم لائم، السماع تذكير ما سلف لك يوم الميثاق فيثير منك كوامن الاشتياق السماع معنى يصادفك بغتة ثم يفارقك فلتة فلا لوروده سبب ولا لزواله موجب يحتسب، السماع غيور لا يرضى بدون قتلك لكنه يتلطف في اقتاصك بخلتك " (٢).
فهذا هو السماع عند القوم، لخصناه من الكتب الموثوقة المعتمدة لديهم.
(١) إحياء علوم الدين للغزالي ج ٢ ص ٢٦٧. (٢) رسالة في السماع ضمن الرسائل القشيرية ص ٥٠ وما بعد - نشر المعهد المركزي للأبحاث الإسلامية إسلام آباد باكستان.
1 / 163