Studies in Quranic Sciences - Fahd Al-Roumi
دراسات في علوم القرآن - فهد الرومي
Daabacaha
حقوق الطبع محفوظة للمؤلف
Lambarka Daabacaadda
الثانية عشرة ١٤٢٤هـ
Sanadka Daabacaadda
٢٠٠٣م
Noocyada
في تبليغه على الكتاب لإدراكهم أن الجميع مكلف بتلاوته في السطور وحفظه في الصدور.
ولهذا تغلب الصحابة -رضوان الله عليهم- على الأسباب السابقة المانعة من تدوين علوم القرآن بما حققوه للقرآن، وذلك بالاعتماد على قوة الحافظة فحفظوا علوم القرآن كما يحفظون الآيات، أخرج الطبري عن ابن مسعود ﵁ قال: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن١ وروى أبو عبد الرحمن السلمي قال: "حدثنا الذين كانوا يقرئوننا: أنهم كانوا يستقرئون من النبي ﷺ فكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعلموا بما فيها من العمل فتعلمنا القرآن والعمل جميعًا"٢.
ويقول عبد الله بن مسعود ﵁: "والله الذي لا إله غيره ما نزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين نزلت ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيم أنزلت ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه"٣، ويقول علي بن أبي طالب ﵁ وهو على المنبر: "سلوني فوالله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم وسلوني عن كتاب الله فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل"٤، والنصوص في ذلك كثيرة كلها تثبت أن الصحابة رضوان الله عليهم لم يكتفوا بحفظ نصوص القرآن الكريم فحسب بل حفظوا معها علومه ومعارفه.
واشتهر كثير من الصحابة بتفسير القرآن منهم الخلفاء الأربعة، وابن عباس، وابن الزبير، وأبي بن كعب وزيد بن ثابت، وعبد الله بن مسعود،
_________
١، ٢ تفسير الطبري: ج١ ص٨٠.
٣ صحيح البخاري باب القراء من أصحاب النبي ﷺ: ج٦ ص١٠٢.
٤ الإتقان في علوم القرآن: السيوطي ج٢ ص١٨٧.
1 / 34