Studies in Quranic Sciences - Fahd Al-Roumi
دراسات في علوم القرآن - فهد الرومي
Daabacaha
حقوق الطبع محفوظة للمؤلف
Lambarka Daabacaadda
الثانية عشرة ١٤٢٤هـ
Sanadka Daabacaadda
٢٠٠٣م
Noocyada
وليس لهذا أثر يذكر ما دام القرآن الكريم سالمًا من الزيادة أو النقصان فالقطعة من القماش إذا قاسها إنسان بذراعه الطويلة، ثم قاسها إنسان آخر بذراعه القصيرة فسيكون هناك اختلاف في العدد سببه اختلاف المقياس مع سلامة القطعة من الزيادة أو النقصان في الحالين.
ترتيب الآيات في القرآن الكريم:
قال الإمام السيوطي رحمه الله تعالى: "الإجماع والنصوص المترادفة على أن ترتيب الآيات توقيفي لا شبهة في ذلك، أما الإجماع فنقله غير واحد منهم الزركشي في البرهان، وأبو جعفر بن الزبير في مناسباته، وعبارته: "ترتيب الآيات في سورها واقع بتوقيفه ﷺ وأمره من غير خلاف في هذا بين المسلمين"١، ثم ذكر عددا من النصوص والآثار الشاهدة على ذلك.
فقد كان جبريل ﵇ ينزل بالآيات على الرسول ﷺ ويخبره بموضعها من السورة، ثم يقرؤها الرسول ﵊ على أصحابه ويأمر كتاب الوحي بكتابتها بعد أن يبين لهم موضعها من السورة.
وكان ﵊ يتلو آيات القرآن الكريم مرتبة في الصلوات المفروضة والنافلة، وفي مواعظه فيسمعها أصحابه ويحفظونها كما سمعوها، وكانوا يعرضون على الرسول ﷺ ما كتبوه على الترتيب المعروف وشاع ذلك وملأ البقاع، والأمة يتدارسونه فيما بينهم ويقرءونه في صلواتهم، ويأخذه بعضهم عن بعض بالترتيب القائم، فليس لأحد من الصحابة يد في ترتيب شيء من آيات القرآن الكريم٢.
وقد نقل السيوطي عددا من نصوص العلماء في ذلك منها قول مكي وغيره ترتيب الآيات في السور بأمر من النبي ﷺ، وقال القاضي أبو بكر
١ الإتقان: السيوطي ج١ ص٦٠. ٢ انظر مناهل العرفان: الزرقاني ج١ ص٣٣٩، ٣٤٠.
1 / 117