132

Studies in Jewish and Christian Religions

دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية

Baare

-

Daabacaha

مكتبة أضواء السلف،الرياض

Lambarka Daabacaadda

الرابعة

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٥هـ/٢٠٠٤م

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

الفصل الخامس: أخلاق اليهود من خلال القرآن الكريم إن الاحتكاك بين النبي ﷺ والمسلمين وبين اليهود في المدينة بحكم وجود اليهود بها كشف كثيرًا من أخلاقهم وسماتهم. وقد فصَّل لنا الله جل وعلا في كتابه الكريم أخلاقهم الظاهرة والخفية، ومقاصدهم في الأعمال والأقوال، فيستطيع الناظر في القرآن أن يدرك حقيقة اليهود حق الإدراك، ويفهم نفسياتهم وما جبلوا عليه من فساد وانحراف عن الخلق القويم والصراط المستقيم. ومما وصف الله به اليهود: أولًا: الكذب: الكذب من أقبح الصفات التي يتصف بها بعض الناس وعنوان الخسة والدناءة، وفساد الطوية وهو المطية لكل انحراف. وقد تعمّقت هذه الخصلة في اليهود وباءوا بأدنى مراتبها، وأبعدها فسادًا وهو الكذب على الله ﷿ الذي لا يخفى عليه خافية. قال جل وعلا: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا﴾ النساء آية (٥٠) . كما سجّل القرآن عليهم موقفًا آخر وهو لا يقل عن هذا الموقف قباحة وهو تكذيبهم الصادقين وهم الرسل ووصمهم لهم بالكذب. قال تعالى: ﴿الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ؟ فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا

1 / 153