31

Stopping the Temptation: A Critical Study of the Instigators' Suspicions and the Trials of Jamal and Siffin According to the Methodology of the Muhaddithin

وأد الفتنة دراسة نقدية لشبهات المرجفين وفتنة الجمل وصفين على منهج المحدثين

Daabacaha

دار عمار للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Goobta Daabacaadda

عمان - المملكة الأردنية الهاشمية

Noocyada

الله ورسوله - ﷺ ـ؟! لكنّهم لم يتفرّدوا به، وإنّما شاركهم به المهاجرون، كما أنّ للتابعين حظًا منه. " المحيا محياكم والمماتُ مماتكم " ولمّا فتح النَّبيُّ - ﷺ - مكّة ورأى الأنصار رأفة النَّبيِّ - ﷺ - بأهلها وكفّ القتال عنهم، ظنّوا أنّه يرجع إلى سكنى مكّة والمقام فيها ويهجر المدينة وأهلها، فشقّ ذلك عليهم، فأوحى الله تعالى إلى رسوله - ﷺ ـ، فأعلمهم النَّبيُّ - ﷺ - بقولهم، ثمّ أخبرهم بأنّه ملازم لهم لا يحيا إلاّ عندهم ولا يموت إلاّ عندهم، ففاضت أعينهم من الدمع فرحا بما سمعوا من الرّسول - ﷺ ـ، روى مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - ﷺ ـ: " يا مَعْشَرَ الأنصار، قالوا: لبّيك يا رسول الله، قال: قُلْتُم أمّا الرَّجل فأدركتْه رغْبَة في قَرْيَته، قالوا: قد كان ذاك، قال كلاّ إنّي عبدُ اللهِ ورسُوله، هاجرتُ إلى الله وإليكم، والمحيا محياكم، والمماتُ مماتُكم، فأقبلوا إليه يبكون، ويقولون: والله ما قلنا الّذي قلنا إلاّ الضّنّ بالله وبرسوله، فقال رسول الله - ﷺ ـ: إنّ الله ورسوله يصدّقانكم ويعذرانكم " (^١). ولمّا أفاءَ الله على رسوله - ﷺ - يوم حُنَيْن بعد أيّام من فتح مكّة، قسم في النّاس ولم يعطِ الأنصارَ شيئًا، فكأنّ ناسا منهم حديثة أسنانُهُم (^٢) وَجَدُوا؛ إذ لم يُصِبْهم ما أصاب الطّلقاء، وكان النَّبيُّ - ﷺ - قد أعطى رجالا من قريش حديث عهد بجاهليّة يتألّفهم، فلّما حُدِّث رسولُ الله - ﷺ - بمقالتهم من أنّه أعطى قريشًا وتركهم، أرسل - ﷺ - إلى الأنصار، فجمعهم في قبّة، وخطبهم، فلمّا علموا ما خفي عليهم من الحكمة رضوا بأن تكون غنيمتهم الكبرى مجاورة النَّبيِّ - ﷺ - حيًّا وميّتًا، قال - ﷺ ـ: " يا معشرَ الأنصارِ، ألمْ أجدْكُم ضُلاّلًا فهداكم الله بي؟ وكنتم متفرّقين فألّفكم الله بي؟ وعالةً فأغناكُمُ اللهُ بي؟ كُلّما قال شيئا قالوا: اللهُ ورسوله أمَنُّ، قال: ما يَمْنَعُكم أن تجيبوا

(^١) مسلم " صحيح مسلم بشرح النّووي " (م ٦/ج ١٢/ص ١٢٨) كتاب الجهاد والسّير. (^٢) ليسوا من فقهاء الأنصار أو رؤسائهم.

1 / 31