165

Stopping the Temptation: A Critical Study of the Instigators' Suspicions and the Trials of Jamal and Siffin According to the Methodology of the Muhaddithin

وأد الفتنة دراسة نقدية لشبهات المرجفين وفتنة الجمل وصفين على منهج المحدثين

Daabacaha

دار عمار للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Goobta Daabacaadda

عمان - المملكة الأردنية الهاشمية

Noocyada

يترحَّمُ عليه، وهو يقول: ليتني متّ قبل هذا اليوم بعشرين سنة " (^١).
وأخرج أحمد بسند صحيح عن زِرّ بن حُبيش، قال: استأذن ابن جُرْموز على عليّ، فقال: من هذا؟ قالوا: ابن جُرْموز يستأذن، قال: ائذنوا له، ليدخُل قاتلُ الزّبير النّار " (^٢).
براءة مروان من دم طلحة
أمّا قَتْلُ طلحة فَيُتَّهَمُ فيه مروان بن الحكم، فقد أخرج خليفة في تاريخه عن ابن سيرين، قال: " رُمِي طلحة بسهم فأصاب ثغرة نحره. قال: فأقرّ مروان أنّه رماه " (^٣) وفي طبقات ابن سعد عن جويرية بن أسماء، عن نافع، قال: " ... نظر (مروان) إلى طلحة بن عبيد الله واقفًا، فقال: والله إن دم عثمان إلاّ عند هذا، هو كان أشدّ النّاس عليه وما أطلب أثرًا بعد عين. ففوق (^٤) له بسهم فرماه فقتله " (^٥).
وقد أنكر ابن العربيّ هذا الحديث، فقال: " وقد روي أنّ مروان لمّا وقعت عينه في الاصطفاف على طلحة، قال: لا نطلب أثرًا بعد عين، ورماه بسهم فقتله. ومن يعلم هذا إلا علاّم الغيوب، ولم ينقله ثَبْتٌ؟ " (^٦) ووافقه المحقّق محبّ الدّين الخطيب، وقال: " وهذا الخبر عن طلحة ومروان (لقيط) لا يعرف أبوه ولا صاحبه. وما دام لم ينقله ثبت بسند معروف عن رجال ثقات فإنّ للقاضي ابن العربيّ أن يقول بملء فيه: ومن يعلم هذا إلاّ علاّم

(^١) الهيثميّ " مجمع الزوائد " (ج ٩/ص ١٥٠) وقال الهيثميّ: رواه الطّبراني بإسناد حسن. وأخرج نحوه الحاكم في " المستدرك " (ج ٣/ص ٣٧٢) وأبو شيبة في " مصنّف بن أبي شيبة " (ج ١٥/ص ٢٦٩/ رقم ١٩٦٤٢).
(^٢) أحمد " المسند " (ج ١/ص ٤٦٣/رقم ٦٨٠).
(^٣) خليفة " تاريخ خليفة بن خيّاط " (ص ١٨٥).
(^٤) فُوق السَّهم: مَوْضع الوَتَر فيه.
(^٥) ابن سعد " الطّبقات الكبرى " (م ٥/ص ٣٨) وذكر نحوه ابن سعد في " الطّبقات الكبرى " (م ٣/ص ٢٢٣).
(^٦) ابن العربيّ " العواصم من القواصم " (ص ١٦١).

1 / 166