128

Statements of Umar bin Abdul Aziz on Belief

الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في العقيدة

Daabacaha

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

Lambarka Daabacaadda

الأولى ١٤٢٣هـ/٢٠٠٢م

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

فلعله رحمه الله تعالى كان يتأول ما ورد عن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها أنها كانت تقول: "ما شبع آل محمد ﷺ منذ قدم المدينة من طعام البُرّ ثلاث ليال تباعا" ١. والواقع أن الزهد الشرعي لا يذم صاحبه، وهذا بخلاف الزهد الذي ابتدعه غلاة الصوفية وغيرهم بحيث لم يلتزموا بحدود الزهد المرغب فيه وهو التوسط في تناول المباحات التي أحلها الله، وأما ما يصل إلى حد الإسراف فهذا منهي عنه، كما قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا﴾ ٢، فمن أسرف في تناول كل ما يحلو له فقد جانب الزهد المرغب فيه، ومن بالغ في تقتيره على نفسه بحيث امتنع عن تناول الطيبات، والمباحات بقصد الزهد فقد جانب الصواب أيضا، فإن الرسول الله ﷺ قال في رده على الثلاثة الذين سألوا عن عمله فتقالوها، فأوجب كل واحد منهم على نفسه تحريم شيء من المباحات، فلما علم ﷺ بقولهم غضب، وأخبر بأنه يتزوج النساء، ويصوم ويفطر، ويأكل اللحم. ونصوص أخرى كلها تدل على أن الشخص ينبغي عليه أن يكون معتدلا وسطا في مطعمه وملبسه، وكل شئونه، وما روى عن عمر ﵀

١ رواه البخاري برقم٥٤١٦ ومسلم برقم٢٩٧٢. ٢ الآية ٦٧ من سورة الفرقان.

1 / 149