فأجاب ستالين: لا! فإننا سنضاعف شبكة خطوطنا الحديدية، وسنبني جسورا، كما سنحتاج للفائض في التعمير والإنشاء، وسيمضي وقت طويل قبل أن تستوفى حاجة السوفييت إلى الحديد والصلب.
وتحدثنا بعد ذلك عن إنتاج الطاقة الكهربائية، وكم كان؟ وماذا يبلغ اليوم؟ وقد تبين لي أن مهمة التعمير في روسيا تبلغ من المشقة حدا لا يكاد يصدق. وتناقشنا كذلك في بعض أرقام الإنتاج الأخرى. ثم قلت: يخيل إلي أنكم تحتاجون في كل هذه البرامج إلى المعونة الفنية الأمريكية نفس حاجتكم إلى الآلات الثقيلة.
فقال ستالين: سنحتاج إليهما معا بالطبع، وقد تعلم المهندسون السوفييت كيف ينشئون مصانع حسنة، ولكننا مع ذلك نحتاج إلى معونة فنية ...
فسألته: وهل تفكرون في الانتفاع بمشورة أفراد تستخدمونهم، أم تراكم تفكرون في التعاقد مع شركة أمريكية على أن تبني لك المصنع وتتحمل مسئولية إنشائه؟
فأجاب ستالين: سيتوقف ذلك على المال والثمن ونوع الآلات وشروط الاتفاق، وسيبت في كل حالة على حدة.
سعة اطلاع
ومضيت في مناقشة الإنتاج الصناعي، وأوضحت له كيف أن التحسينات التي أدخلت على العمل من ناحية الإدارة والخبرة الفنية قد زادت الإنتاج في الولايات المتحدة نحو ثلاثة في المائة لكل رجل، وأن هذا الإنتاج يمكن أن يستوعبه قوم يرتفع مستوى معيشتهم باطراد، وقلت له مدللا على صدق هذه النظرية: «إن ما يعتبر اليوم ترفا بالنسبة لأحد الأمراء سوف يعتبر غدا من الضروريات للفلاح!»
وضحك ستالين لهذه العبارة الأخيرة وقال: «هذا مثل حسن جدا؛ إن لشعبنا مطالب كثيرة لا تقابلها إلا فرص قليلة لإشباع هذه المطالب، ولا يزال إنتاج كثير من الأشياء ضعيفا عندنا ...»
ثم هز رأسه واستطرد قائلا: إن إنتاجنا من المخارط والأدوات الزراعية قليل إذا قيس بحاجتنا إليها، ولم تزل صناعة السيارات عندنا في دور الطفولة، وأنتم - مثلا - كنتم تنتجون قبل الحرب 5000000 سيارة في العام، بينما كان إنتاجنا نحن يتراوح بين 350000 و450000 فقط.
وعلقت على هذا قائلا: ومعنى ذلك أن هناك مجالا كبيرا للتوسع في هذا الميدان .
Bog aan la aqoon