إنني أنفر من جميع مظاهر تقديس الفرد نفورا جعلني أستنكف الترويج لأي مظهر من مظاهر التقديس الذي خلعه علي البعض في خطبهم التي ألقيت في عدة دول طيلة عهد الدولية الأولى، فقد ضايقني هذا التقديس كثيرا رغم ما فيه من تأييد للمبادئ التي أنادي بها ...
وقال خروشيشيف أيضا وهو يقارن بين تواضع لينين نبي الثورة الروسية، وتجبر ستالين بعد أن قدس شخصه: لقد كان لينين يؤمن إيمانا قويا بدور الشعب كخالق للتاريخ، وبالدور التوجيهي والتنظيمي للحزب كأداة خالقة حية، كما كان يؤمن بالدور الذي تلعبه اللجنة المركزية للحزب، ومع ذلك فإن الماركسية لا تنكر الدور الذي يلعبه قادة ا لطبقة البروليتارية في توجيه حركة التحرر الثورية.
ولكن لينين كان في الوقت الذي يعلق فيه أهمية بالغة على الدور الهام الذي يلعبه قادة الكتل الشعبية ومنظموها، يستنكر بغير هوادة شتى مظاهر تقديس الفرد، كما كان يستنكر بكل قواه الآراء الدخيلة على المبادئ الماركسية، وهي التي تقيم بعض الفوارق بين «الزعيم» والشعب.
كذلك كان لينين يقول في تعاليمه: إن قوة الحزب تعتمد على وحدته التي لا تنفصم مع الشعب؛ عمال وفلاحين ومثقفين، فهو القائل: «لن يتسنى الفوز والاحتفاظ بالسلطة إلا لمن يؤمن بالشعب، ويصهر نفسه في بوتقة قوة الشعب الخالقة الحية.» (18) ستالين الديكتاتور
ويقول الأستاذ أحمد بهاء الدين:
10
إن «النظرية» التي تحكم روسيا اشترك في وضعها - بصورتها الراهنة - أربعة من الأنبياء : ماركس وأنجلز ولينين وستالين ...
وقد كان ستالين هو الوحيد من بينهم الذي أتيح له أن يحكم روسيا أطول فترة من الزمن؛ إذ حكم الدولة ثمانية وعشرين عاما، من ثمانية وثلاثين عاما هو عمرها كله
11 ...
والأمر الذي لا شك فيه والذي فهمته من مناقشاتي مع الكثيرين هناك هو أن ستالين كان ديكتاتورا طول مدة حكمه، كان ديكتاتورا بمعنى: أن إرادته كانت فوق كل إرادة أخرى في الاتحاد السوفييتي ...
Bog aan la aqoon