Springs of the Pulpit: A Collection of Sermons and Articles - Volume 1
ينابيع المنبر مجموعة خطب ومقالات المجموعة الأولى
Noocyada
رياح هذه الأسحار تحمل أنين المذنبين، وأنفاس المحبين، وقصص التائبين .. يلجأ الصادق: بقلب خاشع قائلًا: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه فيغفر له وإن كان فر من الزحف، كما عند أبي داود والترمذي (١).
لقد كان العبّادُ على شدة حذرهم وقلة وقوعهم في الأخطاء والذنوب يكثرون من الاستغفار .. الاستغفار وما أدراك ما الاستغفار؟ ! عن ابن عمر ﵁ قال: إن كنا لنعد لرسول الله ﷺ فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ: «رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ» (٢).
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي ﷺ، قال: «وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي اليَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً» (٣).
وفي صحيح مسلم عن الأغر المزني عن النبي ﷺ، قال: «إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي، وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ، فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ» (٤).
وفي المسند عن حذيفة ﵁ قال: قلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي ذَرِبُ اللِّسَانِ، وَإِنَّ عَامَّةَ ذَلِكَ عَلَى أَهْلِي، فَقَالَ: «أَيْنَ أَنْتَ مِنَ الِاسْتِغْفَارِ؟»، فَقَالَ: «إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، أَوْ فِي الْيَوْمِ، مِائَةَ مَرَّةٍ» (٥).
(١) صحيح؛ صححه الألباني في صحيح "الترغيب" (١٦٢٢)، أخرجه أبو داود (٢/ ٨٥ - ١٥١٧)، والترمذي (٥/ ٥٦٨ - ٣٥٧٧).
(٢) صحيح؛ صححه الألباني في صحيح أبي داود (٥/ ٢٤٨)، أخرجه أبوداود (١٥١٦).
(٣) صحيح البخاري ٨/ ٦٨ - ٦٣٠٧).
(٤) صحيح مسلم (٤/ ٢٠٧٥ - ٢٧٠٢).
(٥) ضعيف؛ ضعفه الألباني في "الروض النضير" (٢٨٠)، أخرجه أحمد (٣٨/ ٣٨٤ - ٢٣٣٦٢).
1 / 140