Siyaasada Magaca ama Socodka Boqorrada
سياست نامه أو سير الملوك
Baare
يوسف حسين بكار
Daabacaha
دار الثقافة - قطر
Lambarka Daabacaadda
الثانية، 1407
ومنذ ذلك الوقت وأنا أسكن هنا في حي أحد الأمراء وذات يوم صليت العصر وخرجت من المسجد متجها إلى الدكان فإذا ذلك الأمير سكران ممسك بعباءة إمرأة شابة يدفعها عنوة وهي تصرخ وتقول أيها المسلمون اغيثوني فلست من هذا الصنف من النساء إنني إبنة فلان وزوج فلان وبيتنا في المكان الفلاني والناس كلهم يعرفونني بالستر والصلاح إن هذا التركي يجرني عنوة لقضاء ماربه الدنيئة لقد أقسم زوجي أنه سيطلقني إن تغيبت عن المنزل ليلة لقد كانت تبكي وتستغيث دون أن يهب لنجدتها احد لأن هذا التركي كان عظيما ومهيمنا وكان له عشرة الاف فارس ولم يكن أحد يجرؤ على أن يكلمه حرفا غير أنني صرخت لمدة قصيرة لكن دون جدوى إذ مضى بالمرأة إلى قصره وثارت في نفسي لذلك التعدي والظلم الحمية الدينية وعيل صبري فذهبت وجمعت شيوخ الحي ثم مضينا جميعا إلى قصره فاعترضنا وصرخنا باعلى أصواتنا ألم يبق بغداد مسلم حتى تساق فيها إمراة من الشارع كرها على سمع الخليفة وبصره لارتكاب الفاحشة معها ان تترك المرأة فبها ونعمت وإلا فها نحن أولاء ماضون إلى بلاط المعتصم نشكوك إليه ولما سمع الأمير صراخنا خرج إلينا مع غلمانه فأوجعونا ضربا وكسروا أيدينا وأرجلنا
ولما رأينا الأمر على هذه الحال لذنا بالفرار وتفرقنا وكان الوقت عشاء فاديت الصلاة وبعد مدة ارتديت ثياب نومي واضطجعت على الأرض لكنه لم تغمض لي عين لشدة ما كنت فيه من إعياء وغيرة واستغرقت في تفكير عميق إلى أن مضى من الليل نصفه وقلت في نفسي إن كان يريد فسادا فقد حقق بغيته الأمر الذي لا يمكن تلافيه وهذا أسوأ من قسم زوج المرأة عليها بالطلاق إن هي تغيبت عن البيت ليلا لكنني سمعت أن المدمنين ينامون حين ياخذ منهم السكر مأخذه وأنهم حين يفيقون لا يدركون كم مضى من الليل حينئذ صممت على أن أصعد إلى المئذنة وأؤذن للصلاة فلربما يظن التركي حين سماع الاذان أن النهار قد وضح فيطلق سراح المرأة ويخرجها من قصره ولا بد لها بعد ذلك أن تمر بالقرب من باب المسجد أما أنا فسأنزل بعد الأذان حالا وأقف بالباب في انتظارها لأوصلها إلى بيت زوجها حتى لاتدقع المسكينة طلاقها وخراب بيتها ثمنا لما حدث
ونفذت ما فكرت به فصعدت المئذنه وأذنت للصلاة وأمير المؤمنين المعتصم لما ينم فلما سمع الاذان في غير وقته غضب غضبا شديدا وقال ان من يؤذن في نصف الليل لمفسد لأن كل من يسمع الاذان يظن أن الفجر قد طلع فإذا ما خرج من بيته
Bogga 92