وَشَيخ الْإِسْلَام١.
ولد الإِمَام الْبَغَوِيّ فِي جُمَادَى الأولى سنة ٤٣٣هـ٢، وَقيل: سنة ٤٣٦هـ٣ وَاخْتلفت المصادر فِي الْمدَّة الَّتِي عاشها فبعض ذكر أَنه عَاشَ بضعًا وَسبعين سنة٤ وَالْبَعْض ذكر أَنه جَاوز الثَّمَانِينَ٥، وَبَعضهَا الآخر ذكر أَنه أشرف على التسعين٦.
ويبدو أَنه نَشأ فِي بَلْدَة بغشور، وتلقى مبادئ الْعلم فِيهَا، ثمَّ رَحل إِلَى مرو الروذ؛ ليتلقى الْعلم على أَيدي علمائها، وَهُنَاكَ التقى بإمامها فِي ذَلِك الْعَصْر القَاضِي حُسَيْن بن مُحَمَّد الْمروزِي، فتتلمذ عَلَيْهِ، ونهل من علمه، ودرس عَلَيْهِ الْمَذْهَب الشَّافِعِي.
وَلم يكتف بِأخذ الْعلم من مرو الروذ بل نرَاهُ يُوسع دَائِرَة رحلاته إِلَى بِلَاد أُخْرَى لم تذكر لنا كتب التراجم أسماءها، وَلَكِن أجمل ذَلِك ابْن تغري بردي حَيْثُ قَالَ: "رَحل إِلَى الْبِلَاد وَسمع الْكثير.."٧.
وَمَعَ كَثْرَة رحلاته لم يذهب إِلَى بَغْدَاد، كَمَا أَنه لم يذهب إِلَى أَرض الْحَرَمَيْنِ وَلم يحجّ. وانْتهى بِهِ الْمقَام فِي مرو الروذ حَتَّى توفّي فِيهَا فِي شَوَّال سنة ٥١٦هـ.
وَكَانَ ﵀ ذَا علم غزير أثر فِي أخلاقه وسلوكه الشخصي؛ إِذْ إِنَّه لم يجرد هَذَا الْعلم عَن الْعَمَل بل كَانَ جَامعا بَينهمَا.
_________
١ - انْظُر: سير أَعْلَام النبلاء ١٩/٤٣٩.
٢ - انْظُر: مُعْجم الْبلدَانِ ١/٤٦٨.
٣ - انْظُر: الْأَعْلَام ٢/٢٥٩.
٤ - انْظُر: سير أَعْلَام النبلاء ١٩/٤٤٢، مُعْجم المؤلفين ٤/٦١.
٥ - انْظُر: تذكرة الْحفاظ ٤/١٢٥٨، طَبَقَات الْمُفَسّرين للسيوطي ٣٩، طَبَقَات ابْن قَاضِي شُهْبَة ١١/٣، شذرات الذَّهَب ٤/٤٩، التَّفْسِير والمفسرون ١/٣٣٥، مُعْجم المؤلفين ٤/٦١.
٦ - انْظُر: طَبَقَات السُّبْكِيّ ٤/٢١٥.
٧ - انْظُر: النُّجُوم الزاهرة ٥/٢٢٣.
1 / 237