Siyar Malahim Shaacbiyya Wa Carabiyya
السير والملاحم الشعبية العربية
Noocyada
فيبدو أن الميثولوجيا البابلية والفينيقية السامية، لعبت أهم أدوارها في إيران؛ إذ إنهم خلفوا لغتهم الآرامية، فكتب الفرس وثائقهم وتراثهم بالخط المسماري البابلي، كما أنهم - الساميين - خلفوا أساطيرهم ومظاهر حضارتهم، التي كانوا قد توارثوها من أسلافهم السومريين، فخلط الفرس في لغتهم بين الفارسية القديمة والآرامية السامية، ومنهما اشتقت اللغة البهلوية.
وعلى هذا جاءت الإمبراطورية الأهمينية التي حكمت معظم شعوب الشرق الأوسط، مناصفة بين العبقرية الحضارية المتمثلة في الأساطير والتراث العقائدي اللاهوتي السوري أو الآشوري، من الوجهة الحضارية، وبين الحكام ونظم الحكم الفارسية، من الوجهة السياسية.
ومما يزيد الأمر وضوحا فيما يتصل بقدم الاتصالات الحضارية بين الفرس والساميين - بل والمصريين - إن قمبيز بن كورش،
9
مؤسس الدولة الإخمينية، والذي في عهده أعيد تسمية إيران باسم فارس نسبة إلى قبيلة فارس، فعندما غزا قمبيز بن كورش مصر، ودخلها وذلك عن طريق الخدعة التاريخية المعروفة، التي تدل دلالة واضحة على سابق معرفة الفرس بدقائق اللاهوت والأساطير المصرية أو مجمع - وكعبة - الآلهة المصرية.
ذلك أنه وضع أمام جيشه صفا كبيرا من الحيوانات والنباتات الطوطمية أو الشعائرية لآلهة وآلهات المصريين، فكان أن أخذ المصريون وامتنعوا عن القتال فدخل قمبيز مصر وقتل العجل المقدس أبيس، وهدم الكثير من الهياكل والمعابد.
كما أن قمبيز فتح السودان ثم الحبشة، إلا أن إناثها
10
هزمته وردته عن فتحها، فيلاحظ أن المؤثرات - الآرية - الفارسية، وصلت حتى أفريقيا الوسطى منذ منتصف الألف الأول ق.م.
الباب الثالث
Bog aan la aqoon