Siyar Malahim Shaacbiyya Wa Carabiyya
السير والملاحم الشعبية العربية
Noocyada
8
وهو قائد عسكري للجيش الأناضولي، وقام بشن هجمات أثارت حماسة الجماهير في العاصمة، وأكسبته شهرة دفعت بزعمائهم الدينيين من الإكليروس لإعلانه إمبراطورا خلفا لثيودوسيوس، وأصبح يعرف بالإمبراطور ليو الثالث فحكم (717-741) وهو مؤسس السلالة الملكية الأيزورية.
وكان ليو هذا قائدا ممتازا ومنظما عظيما، وقد عمد الروم إلى سد مضيق البوسفور عبر الرأس الذهبي بسلاسل حديدية منعت سفن الجيش العربي من عبوره والوصول إلى مرفأ العاصمة، وبسبب شدة البرد في تلك الأصقاع وهجمات البلغار المضادة على العرب، اضطر العرب للتراجع عن عاصمة الروم والكف عن مهاجمتها مما رفع من مقام ليو، ذلك الجندي السوري المنبت المعمور، واعتباره منقذ أوروبا من الاحتلال العربي.
وهو ما حفظت السيرة اسمه بدقة «ليو-ليون»، ويلعب في هذا الحيز من السيرة أهم الأدوار المضادة للتحالف العربي بقيادة الأميرة ذات الهمة وقبيلتها التغلبية الفلسطينية.
والملفت أن هذه السيرة تستطرد في كيفية الاستعداد الأقصى للحرب من جانب ذلك الإمبراطور ليون أو ليو وابنه، في تجهيز الحرب وبناء الأسوار والقلاع، وتجهيز الجيوش وعقد المعاهدات والتحالفات السياسية في القسطنطينية، ومالطة ومداخل أوروبا - أو الغرب بعامة.
وتعود السيرة ملقية الأضواء على الجانب الآخر؛ أي مخاوف الخليفة المنصور من الحشود الحربية البيزنطية، وبحثه عن المنقذ بعد اغتياله لقائده الفاتح، ومثبت أركان الخلافة أبو مسلم الخراساني على مذبح عرشه.
وعلى الفور أشار إليه وزيره المقرب الملقب بأبي أيوب قائلا: «على أبوابك اليوم من بني كليب وعامر
9
مائة وستون ألف فارس أنجاد، فناد بالجهاد.»
وكان أن استقبل الخليفة ذات الهمة وأبويها، ومن فورهم ساروا إلى آمد ومالطة مرورا بنصيبين التي انهزم فيها أمير قبائل بني سليم الملقب بالحصين بن ثعلب، إلا أن ذات الهمة أو الداهية لم تثنها هزائم الروم البيزنطيين للعرب، بل فتحت معظم جزر مداخل بحر إيجة ومالطة، كاشفة خلال حروبها عن تفوقها الحربي وخداعها أو ذكائها إلى حد أنها رفعت عاليا البيارق والشارات السوداء والأعلام العباسية، وقد أسمعت المأسورين بالتهليل والتكبير ففرحوا بذلك وتمنوا الخلاص بأمر مالك الممالك، هذا وقد تأهب الروم للصدام عندما علموا أنهم من عصابة الإسلام، فقالوا: يا ترى من أوصل هؤلاء إلى هذا المكان؟
Bog aan la aqoon