فلما ايس من خيرهم وانه لابد مما طلبوا أن يفعله واراد أن يدرك الصلاة في مسجد امسراتن والمسافة بعيدة فحرك رجليه وهز منكبيه وضربوا له الكف ودعا عليهم على تجبرهم بكلام بالبربرية أن يعجل الله انتقامهم فجاز غير بعيد فوقع شربينهم فقتل بعضهم بعضا ولم ينجح واحد منهم في ساعته والموضع إلى يومنا معروف نعوذ بالله من سخطه ومن كراماته أن اثر قدميه على صخرة وقوفه لاذانه بحيال مسجدهم إلى يومنا هذا قاله في السير.
ووقعت شدة وقحط فخرج أهل منزله إلى افريقيا فخرج ببناته معهم فسار ما شاء الله فنظر إلى ضعفه وضعف بناته وبعد السفر فرجع وقال اتكل على الله وارد الحاجة اليه وهو المطعم في موضعى وغيره -وهو كلام بالبربرية- فما بقى الا يسيرا حتى اغاثه الله بالمطر وكان اذا امسى اغاثهم الله بذوذ غزلان فتمتلى عليهم الدار فيحلبن بناته حاجتهم ثم يخرجن فهكذا دابهن وتواترت الامطار وخصبت البلاد واذا اشتهت بناته لحما اختار تيسا منهم فيذبحه لهن فانبت الله الزرع من غير بذر فوجد تسعين مودي شعيرا مما حصد من ربعه فحصد لأهل بلده مزارعهم وخزنه لهم فسمعوا بالخصب ورجعوا فاعطى لكل واحد منهم متاعه فكان منه بذرهم وطعامهم.
ومنهم أبو يحيى الازدالي رحمه الله وزوجه أم الخطاب وسبب تزويجه لها اراد
Bogga 256