واحكام بيوت الاموال وعقد تقدم القضاة واحكام المنكر في الاسواق والاحتساب على الفساق انما يلى امرها نفوسة الجبل فلما اجتمعت الكلمة بعد اختلافها على محمد بن أفلح لعلمه وورعة كان اول شىء نظر فيه التماس قاض عدل يصلح لان يقلد امور الاسلام فاشاروا عليه بتقديم الشيخ التقى العالم النقى محمد بن عبد الله بن أبي الشيخ وكان وقافا شديدا في دين الله حازما لقمع المظالم والمناهى آمرا بالمعروف ثم عزل نفسه لمنكر بلغه بعد أن احسن السيرة واظهر الحق وتجردت نفوسة الجبل لاصلاح الاسواق وقمع الفساق لان نفاقهم نجم مدة الفتنة وظهر فسادهم وعظم ضررهم يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون منار الحق فاصلح الله الفساد على ايديهم حتى عاقبوا القصاب على نفخ الشاة ومنعوا الحمال على دابته أن يحمل عليها فوق طاقتها وانقطعت مادة الفتنة وعمرت المساجد وكانت خلافته نحو الاربعين وعمره نحو المائة قال ابن الصغير رايته يوما بمصلى الجنائز ينتظر فراغ دفن جنازة من وجوه الناس ابيض اللحية والراس ربعة وضعت له وسادة من جلد قال كان اذا جلس لا يتكلم احد في مجلسه الا أن تكون ظلامة ترفع قال وكان زاهدا ورعا سكيتا واذا جلس في المسجد الجامع جلس على وسادة من ادم وله سارية تعرف به يجلس اليها وجمع العلم والعمل والف كتبا كثيرة قال أبو زكريا إن محمد بن أفلح اجتمع المسلمون فولوه على انفسهم ولم يكن منهم في توليته اختلاف وبلغ في العدل والفضل غاية عظمته وكانت نفوسة لا تعدل بولايته الا ولاية جده عبد الرحمن رضى الله عنهما
Bogga 221