235

Siyanat Insan

صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان

Daabacaha

المطبعة السلفية

Daabacaad

الثالثة

Goobta Daabacaadda

ومكتبتها

والآخرين، وأنه قائد المرسلين، وإمام النبيين، وهو صاحب المقام المحمود، وأنه حبيب الله، وأنه حامل لواء الحمد، وأنه أول شافع وأول مشفع، وغير ذلك من الأوصاف، أخبر بها أمته وقال: "ولا فخر". ويؤيده قوله: "لا تطروني". وقوله: "ولا يستجرينكم الشيطان".
فالواجب على المؤمن أن لا يتجاسر على التكلم بكل كلمة في ثناء النبي ﷺ فالمقام مقام الاحتياط، إذ اعتقاد اتصاف النبي ﷺ بصفاته الكمالية من جملة مسائل العقائد، فما لم يثبت بالكتاب العزيز أو السنة الثابتة المطهرة لم يجز وصف النبي به، فمن ههنا دريت خطأ الأبوصيري في قوله: "واحكم بما شئت مدحًا فيه واحتكم" وخطأ صاحب الرسالة حيث استحسنه.
وبالجملة فنحن معاشر أهل الحديث نعظم رسول الله ﷺ بكل تعظيم جاء في الكتاب أو السنة الثابتة، سواء كان ذلك التعظيم فعليًا أو قوليًا أو اعتقاديًا، والوارد في الكتاب العزيز والسنة المطهرة من ذلك الباب في غاية الكثرة، وما ذكر هو بعض منه ولو رمت إحصاء ذلك على التمام لجاء في مؤلف بسيط، نعم نجتنب التعظيمات التي تشتمل على موجبات الكفر والشرك، وما نهى الله عنه ورسوله، والتعظيمات المحدثة المبتدعة.
وأما أهل البدع فمعظم تعظيمهم تعظيم محدث، كشد الرحال إلى قبر رسول الله ﷺ والفرح بليلة ولادته، وقراءة المولد، والقيام عند ذكر ولادته ﷺ، وتقبيل الإبهام عند قول المؤذن "أشهد أن محمدًا رسول الله". والتمثل بين يدي قبره قيامًا، وطلب الحاجات منه ﷺ، والنذر له وما ضاهاها، وأما التعظيمات الثابتة فهم عنها بمراحل١، فيا أهل البدع أنشدكم الله والإسلام والإنصاف أن تقولوا أي الفريقين

١ من تتبع التاريخ يعلم أن أشد المؤمنين حبًا واتباعًا للنبي ﷺ أقلهم غلوًا فيه، ولا سيما أصحابه ﵁ ومن يليهم في خير القرون، وأن أضعفهم إيمانًا، وأقلهم اتباعًا له هم أشدهم غلوًا في القول وابتداعًا في العمل، وترى ذلك في شعر الفريقين. وكتبه محمد رشيد رضا.

1 / 236