قال عبد العزيز: لفظ علي بن موسى 6- أخبرنا الإمام أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي المصيصي الفقيه, حدثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر المقدسي الزاهد, حدثنا أبو عبد الله أحمد بن علي بن أبي عيسى الدينوري, حدثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن .. .. , حدثنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن محمد النحوي الكوفي بها, حدثنا أبو القاسم جعفر بن أحمد الخزاز, حدثنا الحسن بن عرفة, حدثنا عبد الله بن الحكم البجلي, حدثنا القاسم القرشي, عن الضحاك بن مزاحم, عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
((إن الجنة لتنجد وتزين من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان, فإذا كانت أول ليلة من شهر رمضان يقول الله تبارك وتعالى: يا رضوان افتح أبواب الجنان, يا مالك: أغلق أبواب الجحيم عن الصائمين من أمة محمد, يا جبريل #162# اهبط إلى الأرض فصفد مردة الشياطين وغلهم في الأغلال, ثم اقذف بهم في لجج البحار حتى لا يفسدوا على أمة حبيبي صيامهم, قال: ويقول الله تبارك وتعالى في كل ليلة من شهر رمضان ثلاث مرات: هل من سائل فأعطيه سؤله؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ من يقرض الغني غير المعدم, الوفي غير الظلوم, قال: ولله تبارك وتعالى في كل يوم من شهر رمضان عند الإفطار ألف ألف عتيق من النار, فإذا كانت ليلة الجمعة أو يوم الجمعة أعتق في كل ساعة منها ألف ألف عتيق من النار, كلهم قد استوجب العذاب, فإذا كان في آخر يوم من شهر رمضان أعتق في ذلك اليوم بعدد من أعتق من أول الشهر إلى آخره.
فإذا كان في ليلة القدر يأمر الله تبارك وتعالى جبريل عليه السلام فيهبط في كبكبة من الملائكة إلى الأرض ومعه لواء أخضر فيركز اللواء على ظهر الكعبة وله ست مئة جناح, منها جناحان لا ينشرهما إلا في ليلة القدر, قال: فينشرهما في تلك الليلة فيتجاوزان المشرق والمغرب, ويبث جبريل عليه السلام الملائكة في هذه الأمة فيسلمون على كل قائم وقاعد ومصل وذاكر فيصافحونهم ويؤمنون على دعائهم حتى يطلع الفجر, فإذا طلع الفجر نادى جبريل عليه السلام: معاشر الملائكة, الرحيل فيقولون: يا جبريل, فما صنع الله تبارك وتعالى في حوائج المؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم فيقول: الله تبارك وتعالى نظر إليهم في هذه الليلة فعفا عنهم وغفر لهم إلا أربعة.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وهؤلاء الأربعة: رجل يدمن الخمر, وعاق والديه, وقاطع رحم, ومشاحن, قيل: يا رسول الله ما المشاحن؟ قال: هو المصارم.
فإذا كانت ليلة الفطر سميت تلك الليلة [ليلة] الجائزة, فإذا كانت غداة الفطر بعث الله عز وجل الملائكة في كل البلاد, فيهبطون إلى الأرض ويقومون على أفواه السكك فينادون بصوت يسمعه جميع من خلق الله عز وجل إلا الجن والإنس فيقولون: يا أمة أحمد اخرجوا إلى رب كريم يعطي الجزيل ويغفر العظيم, فإذا برزوا في مصلاهم يقول الله عز وجل لملائكته: يا ملائكتي, ما جزاء الأجير إذا عمل عمله؟ قال: تقول الملائكة: إلهنا وسيدنا جزاؤه أن توفيه أجره, قال: فيقول الله عز وجل: فإني أشهدكم يا ملائكتي أني قد جعلت ثوابهم من #163# صيامهم شهر رمضان وقيامهم, رضائي ومغفرتي, قال: ويقول الله عز وجل: يا عبادي سلوني, فوعزتي وجلالي لا تسألوني اليوم شيئا في مجمعكم هذا لآخرتكم إلا أعطيتكم, ولا لدنياكم إلا نظرت لكم, وعزتي لأسترن عليكم عوراتكم ما راقبتموني, وعزتي لا أخزيكم ولا أفضحكم بين أصحاب الحدود, فانصرفوا مغفورا لكم, قد أرضيتموني ورضيت عنكم, قال: فتفرح الملائكة ويستبشرون بما يعطي الله عز وجل هذه الأمة إذا أفطروا من شهر رمضان)).
Bogga 161