Sirr Sinacat Icrab
سر صناعة الإعراب
Daabacaha
دار الكتب العلمية بيروت
Lambarka Daabacaadda
الأولي ١٤٢١هـ
Sanadka Daabacaadda
٢٠٠٠م
Goobta Daabacaadda
لبنان
Noocyada
Nahwo iyo Sarfe
واعلم أن "إذا" هذه التي ذكرناها ولا يجوز وقوع الفعل بعدها: وذلك أن ما بعدها مرفوع بالابتداء، وهي خبر عنه، فكما أن المبتدأ لا يكون إلا اسما، فكذلك "إذا" هذه لا يكون ما بعدها إلا اسما، ومن ذلك قولهم: حسبته شتمني فأثب عليه، ليست الفاء هنا عاطفة على الفعل الذي قبلها، ولكن معناها الإتباع ألا ترى أن معنى الكلام: إن شتمني وثبت عليه. ومن ذلك قول الرجل لصاحبه: دعوتك أمس فلم تجبني، فيقول له صاحبه، فقد أجبتك اليوم، فدخول الفاء هنا يدل على أنه قد أجابه عن كلامه. ولو قال له: قد أجبتك اليوم، لكان آخذا في كلام منه على غير وجه الجواب وتعليق الثاني بالأول.
ومن ذلك قوله، وهو من أبيات الكتاب١:
فقلنا أسلموا إنا أخوكم ... فقد برئت من الإحن الصدور٢
فجعل الإسلام مسببا عن براءة صدورهم من الإحن، وهي العدوات، إلا أنه قدم في اللفظ المسبب على السبب، لأن معناه: قد برئت من الإحن الصدور، فأسلموا من اجل ذلك، إلا أن الفاء عقدت الأول بالآخر، وجرى هذا الكلام مجرى: اشكرني فقد أحسنت إليك، فالإحسان وإن كان مؤخرا في اللفظ، فهو مقدم في المعنى، لأنه هو سبب الشكر، فينبغي أن يتقدمه في الرتبة، فكأنه قال: قد أحسنت إليك فاشكرني.
١ الكتاب: يقصد كتاب سيبويه في النحو. ٢ البيت لعباس بن مرداس السلمي الصحابي. أسلموا: ادخلوا في السلم. والإحن: جمع إحنة وهي الحقد والعداوة. مادة "أح ن" اللسان "١/ ٣٥". شرح البيت: يقول ادخلوا في السلم فنحن إخوانكم وقد برئت صدورنا من الأحقاد. الشاهد في قوله: قد برئت من الإحن الصدور -فالفاء هنا للإتباع. إعراب الشاهد: الفاء: للإتباع. قد: حرف تحقيق وتأكيد مبني. برئت: فعل ماضي مبني على الفتح، والتاء للتأنيث. من الإحن: جار ومجرور. الصدور: فاعل مرفوع.
1 / 267