Sirr Sinacat Icrab

Ibn Jinni d. 392 AH
138

Sirr Sinacat Icrab

سر صناعة الإعراب

Daabacaha

دار الكتب العلمية بيروت

Lambarka Daabacaadda

الأولي ١٤٢١هـ

Sanadka Daabacaadda

٢٠٠٠م

Goobta Daabacaadda

لبنان

وقرأت عليه أيضا عنه١: إذا لاقيت قوما فاسأليهم ... كفى قوما بصاحبهم خبيرا وهذا من المقلوب. معناه: كفى بقوم خبيرا صاحبهم، فجعل الباء في الصاحب، وموضعها أن تكون في "قوم"، إذ هم الفاعلون في المعنى. وكذلك قوله تبارك اسمه: ﴿وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة﴾ ٢ [البقرة: ١٩٥]، تقديره والله أعلم: ولا تلقوا بأيديكم، وهذا واسع عنهم جدا. وأما قول الآخر٣: فأصبحن لا يسألنه عن بما به ... أصعد في علو الهوى أو تصوبا٤ فإنه زاد الباء، وفصل بها بين "عن" وما جرته، وهذا من غريب مواضعها. فأما قولهم: سميته زيدا وبزيد، وكنيته أبا عبد الله وبأبي عبد الله، فليست الباء فيه زائدة، وإنما أوصلوا بها الفعل تارة إلى المفعول، وأوصلوه تارة أخرى بنفسه، كما قالوا: جئته وجئت إليه، وخشنت صدره٥، وخشنت بصدره. فأما قولهم: فرقته وفرقت منه، وجزعته٦ وجزعت منه، فأصلهما أن يتعديا بحرف الجر، وإنما يحذف تخفيفا، يدل على ذلك أن فرقت وجزعت أفعال غير واصلة، بمنزلة بطرت٧ وأشرت وعرصت وهبصت٨.

١ الضمير فيها راجع إلى أحمد بن يحيى ثعلب. ٢ أي إلى الهلاك، واستشهد ابن جني بها على زيادة الباء في "بأيديكم". ٣ البيت للأسود بن يعفر "كما في المقاصد النحوية في شرح شواهد الألفية. للعيني" بهامش خزانة الأدب للبغدادي "٤/ ١٠٣". ٤ صعد: طلع. العلو: الارتفاع. الهوى: السقوط. الشرح: لم تعد هؤلاء النسوة تسأله عما يحدث له أو عما يفعله. والمؤلف قد شرح الشواهد في المتن وهو زيادة الباء بين حرف الجر والاسم المجرور. ٥ خشن صدر فلان: أغضبه وهيجه. القاموس المحيط "٤/ ٢١٥". ٦ جزعته: خفت منه. مادة "جزع". اللسان "١/ ٦١٦". ٧ بطرت: غلا في المرح، والنعمة: استخفها فكفرها، والحق: أنكره. القاموس "١/ ٣٧١". ٨ عرصت وهبصت: نشطت. القاموس المحيط "٢/ ٣٠٥". مادة "عرص".

1 / 147