شرًّا له، وربما سألني وليي المؤمن الفقر فأصرفه إلى الغنى، ولو صرفته إلى الفقر لكان شرًّا له» (١) .
وقصة الأبرص والأقرع والأعمى (٢)
في مجيء الملَك إليهم وسؤاله إياهم
(١) أخرجه الطبراني في «الكبير» (١٢/١٤٥-١٤٦ رقم ١٢٧١٩) بهذا اللفظ من حديث ابن عباس، وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (١٠/٢٧٠): «رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفهم» . وضعّفه ابن حجر في «الفتح» (١١/٣٤٢) -أيضًا-، وأوله عند البخاري في (الرقاق) (باب التواضع) (رقم ٦٥٠٢)، وجمع شواهده ابن حجر في «الفتح» (١١/٣٤١-٣٤٢)، والسيوطي في «القول الجلي»
-مطبوع ضمن «الحاوي» -، وشيخنا الألباني في «الصحيحة» (١٦٤٠) .
(٢) أخرج البخاري (٣٤٦٤، ٦٦٥٣)، ومسلم (٢٩٦٤)، وابن حبان (٣١٤)، والبيهقي (٧/ ٢١٩) من حديث أبي هريرة أنه سمع رسول ﷺ يقول:
«إن ثلاثةً في بني إسرائيل: أبرص، وأقرَع، وأعمى، بدا لله أن يبتليهم، فبعث إليهم ملكًا، فأتى الأبرص، فقال: أيُّ شيء أحبُّ إليك؟ قال: لونٌ حسنٌ، وجلدٌ حسنٌ، قد قذرني الناس.
قال: فمسحه، فذهب عنه، فأُعطي لونًا حسنًا، وجِلدًا حسنًا، فقال: أيُّ المال أحبُّ إليك؟ قال: الإبل -أو قال: البقر، هو شكَّ في ذلك؛ أن الأبرص والأقرع قال أحدهما الإبل، وقال الآخر البقر-، فأُعطي ناقةً عُشًراء، فقال: يُبارَكُ لك فيها.
وأتى الأقرع، فقال: أي شيءٍ أحبُّ إليك؟ قال: شعرٌ حسن ويذهب عني هذا، قد قذرني الناس.
قال: فمسحه، فذهب، وأعطيَ شعرًا حسنًا. قال: فأيُّ المال أحبُّ إليك؟ قال: البقر، فأعطاه بقرةً حاملًا، وقال: يبارَكُ لك فيها.
وأتى الأعمى، فقال: أي شيءٍ أحبُّ إليك؟ قال: يَرُدُّ الله بصري، فأُبصر به الناس.
قال: فمسحه، فردَّ إلله إليه بصرهُ، قال: فأي المال أحبُّ إليك؟ قال: الغنم. فأعطاه شاةً والدًا.
فأُنتج هذان، ووُلِّدَ هذا، فكان لهذا واد من الإبلِ، ولهذا وادٍ من بقر، ولهذا وادٍ من الغنم.
ثم إنّه أتى الأبرص في صورته وهيئته، فقال: رجلٌ مسكينٌ تقطّعت بي الحِبال في سفري، فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن، والجلد الحسن، والمال، بعيرًا أَتبلَّغ عليه في سفري.
فقال له: إن الحُقوق كثيرةٌ. فقال له: كأني أعرفك، ألم تكن أبرص يقذرك الناس، فقيرًا، فأعطاك الله؟ فقال: ورِثتُ لكابرٍ عن كابرٍ. فقال: إن كنت كاذبًا؛ فصيرك الله إلى ما كنت. =