أجابه جريجوار: لا أعلم يا مولاي، إنما أخشى عليها غائلة الأمر، كما أخشى وقعه على سعادتك.
فسأله الجنرال: وما يحدو بك إلى الخوف؟
قال: أولا، إن سيدي فيدور لا يعدم فرصة يتقرب فيها من مولاتي فاننكا ويحادثها.
قال الجنرال: ذلك أنهما في منزل واحد، فهل تريد أن يتجنبها كلما رآها؟
أجاب الخادم: وأيضا إذا آبت مولاتي إلى القصر في ساعة متأخرة من الليل راجعة من وليمة أو مأدبة، كان فيدور دائما مسرعا لملاقاتها، فيمد إليها يده يعاونها على النزول من العربة.
فقال الجنرال، وقد ظن أن تلك البراهين الواهية آخر ما في جعبة، الخادم: إن كان فيدور ساهرا ساعة مجيئها، فذلك لا يمنع أن يكون في انتظاري كما تقضي عليه الواجبات؛ لأنه ربما تكون لدي أوامر خطيرة يجب عليه تنفيذها، فهو مضطر إلى انتظاري حتى أعود في أية ساعة من ساعات الليل أو النهار.
قال الخادم: وكذلك لا يمضي يوم لا يدخل فيه فيدور إلى غرفة مولاتي فاننكا مع أنه لم تجر العادة أن يمنح فتى في سنه مثل هذا الامتياز، خصوصا في منزل مثل منزل سعادتك؟
قال الجنرال: وما في ذلك من بأس؛ لأني أنا الذي أرسله إليها في أغلب الأوقات.
أجاب الخادم: نعم بالنهار ولكن ... بالليل!
فصرخ الجنرال منكرا: بالليل؟!
Bog aan la aqoon