أعقد على نفسك عقد الدور لابن سريج وقد كنت لا أقول به ثم رأيت الخمر المغلي بالثوم له منفعة لأرباب القولنج البارد وجماعة من أصحابنا يقولون به وكل مسألة خلاف إذا حكم الحاكم بصحتها زال خلافها ويشترط في نسخة اليمين معاني تؤول منهم إلى الفسخ بالتأويل واليمين على نية المستحلف واحترز في عقد الوكيل وأعم الألفاظ : كلما وقع عليك طلاقي وطلاق وكيلي فأنت طالق ثلاثا ولا تمنع أيها الملك قول الحكماء والفتوى بها إذا اخترتها فليكن باطنا وخطوط الشهود والحكام عندك وإن ادعى نفيه فسلم إليه ولا تسلم إلى العامي عنانه فهو جهول باليمين والعنان وأحذر اليمين بكل ما يتعلق بالله وبكلماته وصفاته واختلف العلماء فيما له حرمة غير هذا وأما اليمين الغموس فإنها تذر الديار بلاقع وذلك أن يحلف على ما يعلم كذبه . واقعد أيها الملك قعود المتأدبين وكن قليل الكلام إذ لا يصلح الكلام الكثير للملك ولا للزاهد وقد يحصل إظهار الفوائد للعلماء بالكلام ولا تخطئ المفتين ولكن قابل بعضهم ببعض وقد سمعت ما قال عليه الصلاة والسلام : ' استفت نفسك وأن أفتوك ' فالحلال بين والحرام بين وبينهما أمور متشابهات فذر ما يريبك إلى مالا يريبك . وقال عليه الصلاة والسلام : ' من جعل الحلال له قوتا أجيبت دعوته وعلمت مروءته وحسنت سريرته وعلت كلمته وحصلت أمنيته وطابت هيئته وطهرت ذريته ذرفت دمعته وظهرت حكمته وقل غضبه ورق قلبه وخف ذنبه يا على رد درهم مظلمة أفضل عند الله من أربعة آلاف حجة مقبولة يا علي من غضب غضب الله عليه ومن ظلم ظلم ومن أكثر من الصدقة نصر في ذريته ' . في الحرام هو أن معاد النفوس واحد ومرجعها إليه بعد القبض فإذا ظلم بعضها سرى الظلم في كلها وهو معنى قوله تعالى : ( من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) فإذا أوصلت إلى النفوس برا وصدقة وخيرا وعدلا وإشفاقا سرى ذلك جميع النفوس بعد القبض فصار خيرا فإذا وصل بهم كان ذلك خيرا للجميع ألا ترى قول الرجل : لامرأته بعضك طالق كيف يسرى الطلاق في الكل إذ الطلاق . لا يتبعض وليكن لك أيها الملك أمام يؤم بك . وليكن عالما دينا : يعرف بذلك وليكن شيخا أو أعمى وعلم مماليك خطا ورموزا فإن اتفق أن يكون المعلم خادما أو شيخا فأولى وللنساء امرأة دينة . وأعلم أيها الملك أن أهل الزمان فاسدون لتشاغل الرجال بالرجال والنساء بالنساء وهو أعظم المقت والسخط ومنه حصلت الإباحة لبعض الطوائف حتى بسطوا فيه وأقاموا لهم فيه شبها نقلية وعقلية أما النقلية فقوله تعالى : ( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ) . قالوا هكذا كان الناس على المنهج القديم ليس تحليل ولا تحريم ولكن الأنبياء حللوا أشياء وحرموا أشياء وقال تعالى ( و ويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة ) وقد تعلقوا بإباحة أبي بكر رضى الله عنه أموال بني حنيفة وزعموا أن الخطاب من الرسل إما أن يكون لموجود أو لمعدوم فالمعدوم لا يخاطب والموجود المخاطب في زمانهم فقد درج معهم فمن هذه الشبهة تمسك أرباب الإباحة مثل النصيرية وغيرهم وسنذكر تعلقاتهم في أماكنها وقد عرفتك أيها الطالب طريقك النفيسة مثل لبس النظيف والطيب وقلة الكلام بطريق الاختصار . وأدب أصحابك أن لا يشكو منهم قريب ولا بعيد مثل قول الحكماء ثلاثة إن لم تظلمهم ظلموك ولدك وزوجتك والمملوك . وإياك وقرب الملوك فان قربوك فتنوك وإن بعدوك أحزنوك وهذه وصايا الملوك فان هممت بتحصيله فربما أعانتك السعادة وإن أراد الله أمرا هيأ أسبابه وحرك القضاء بتحريكه وقد كان الله قادرا على تحصيل الرطب لمريم من غير هز كما قال في النظيم البديع : ألم تر أن الله قال لمريم . . . و هزي إليك الجذع يساقط الرطب و لو شاء أدنى الجذع من غير هزها . . . و لكنما الأشياء تجري لها سبب فان وقع لك صناعة الحجرين الأحمر والأبيض فحصله ولكن ذاك عنك بعيد وبالهمة يفتح عليك بعض هذه الطريق أما سمعت في رموز أمير المؤمنين رضى الله عنه أن في الزنبق الرجراج مع الشب المصعد لمالا هنيا . فذو والهمم القصيرة يقصرونك عن نيل مقاصدك وإلا فمن طلب وجد . ومن جد وجد ولهذه مثل هو أن بعض المتصوفة سمع هذا الحديث فقال سأجرب نفسي في طلب المملكة وكان فيه آلة من علم وأدب وكان محلا قابلا للملك فتقرب إلى الفراشين فخدم معهم ففشا أمره في السيرة الحميدة ثم مات مهنارهم فصار مكانه ثم عبث في الديوان حتى انتقل إلى مكان زمامهم فلما انتشر شكره وذاع خبره وذكره قبض الوزير ورتب مكانه فساس الرعية واظهر العدل واستراح الناس من ثقل ما كانوا فيه حتى مات الملك فتصور مكانه وتزوج ابنته فاجتهد في التدريج والتطويل وحصل . وقد شاهدت محمد بن صباح إذ تزهد تحت حصن الموت وكان أهل الحصون يشتهون أن يطلع إليهم فلم يفعل وهو يحصل المريدين ويعلم طريق الإرادة والتلمذة وشيئا من الجدل ثم جعل يمهذر بكلام على قدر عقولهم من جملته ما تقول في قائل لا إله إلا الله هل هو محق أو غير محق فان قلت محق فيلزمونك باليهود والنصارى وأن قلت غير محق قالوا فلم تتعلق بها ثم نجذب الناس وجعل يقول للمريدين أما ترون الناس قد تركوا الشريعة . فلما كبر الأمر خرج إليهم بطريق الأمر بالمعروف والنهى عن المكر فصبا إليه خلق كثير وخرج صاحب القلعة إلى الصيد والتلامذة أكثرهم أهل القلعة ففتحوا الحصن ودخله وقتل الملك في الصيد وفشا أمره ومذهبه حتى صنفت في الرد عليهم كتابا وسميته قواصم الباطنية ومنتظرهم فلا بد في آخر الزمان أن يهجروا الشرائع ويبيحوا المحرمات فأنظر هذه الطريق التي شرعنا لك أيها الملك وجعلناها إشارة وسلما تنال بها مقاصدك . وكان عمر بن الخطاب رضى الله عنه أمر الخطيئة أن يجمع حديث عبس وذبيان ولا بأس بجمع هذه الكتب حتى تنور نيران النخوة فتمد باع همتك إلى أسنى طلبتك وأقصاها وأعلاها وقصص الأنبياء تكفيك إن غفلت وقد علمت صبر الأنبياء على نيل المقاصد مع الأعداء حتى فازوا بالنيل وقد سمعت حديث داود بن شعيا ولد سليمان عليهما الصلاة والسلام وكان صبيا فلما حاول وعضدته يد السعادة فقتل جالوت حتى تزوج ابنة طالوت وكان طالوت دباغا وهكذا سير الملوك فانظر في كتاب الأسباب والمعارف لابن قتيبة ودع النظر في الصغر وانظر الشاعر كيف يقول . لا تأمنن إذا ما كنت ذا أدب . . . مع الخمول بأن ترقى إلى الفلك بينا نرى الذهب الإبريز مطرحافي الأرض إذ صار إكليلا على الملك وبطعم الحديد وذوقه يتأدب الكرم عند كسحه وإذا ترك عجمه سنة هلك ألا ترى إلى الحيوان البهم كيف بالضرب والأدب يتعلم الرقص والتطاير . ولما مات هارون استخلف الأمين وفر المأمون إلى مدينة أصفهان ومعه الحسن بن سهل وكان المأمون ذا فنون وعلوم وآداب فقعد المأمون في المسجد الجامع وقد فرشه باللبد زهدا والناس يهرعون إليه لتعلم العلوم وابن سهل يومئ إلى الطوائف ويقول لهم أليس هذا هو الخليفة حقا فبايعوه ويقول لهم سنة هذه سنة الأولين الطاهرين فلم يزل يستدرج الناس حتى حوى عسكره ثمانين ألفا وكانت الأعاجم تسمع بطريق الأمين الفاسد ففروا وطلبوا المأمون حتى عقد الجيوش لطاهر ابن الحسين فدخل على الأمين فقتله واستولى المأمون فكم من هذه السير المنقولة وإنما نسمعك بعضها تقوية وإعانة لهمتك والولع بكتب الأولين مثل كليلة ودمنة والمغازي وحديث عبد الوهاب ولا يلزمك من سقمها وصحتها شيء . قال الشافعي رضى الله عنه مسقط الرأس مسقط الإنسان فكن وفي العهد والكلام وليكن لك محتسب يحتسب عليك وعلى من في دارك من المسلمين ثم ينظر في مشارع البلد ومصالحة والأسعار وإن كان قد نهى عن التسعير لكنه ليس به بأس فقد فسدت الناس وقلت الأمانات كما ذكر في كتب الملاحم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وخطبة الإمام فيما يتجدد ويكون للسعادة مباد وتناه فقد نقل أن الله تعالى لما بعث نبيه موسى عليه الصلاة والسلام قيل لفرعون تلميذك موسى يخاطب علة العلل فأمر بإحضاره وقال يا بني تزعم أنك تخاطب علة العلل قال نعم قال بم نلت هذا قال بسهم السعادة فقال من أي جهاتك تسمع كلامه فقال من جهاتي الست فقال إن لكل نبي معجزة فما معجزتك فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين فقال بعض الحسدة الحاضرين إن عصى سر نديب إذا نقلت إلى هذه البلاد تكون حيات فقال له موسى خذها إليك فان كان كما تقول فستكون . وإلا فتبطل فبهت الرجل وبطل فقال فرعون اتبعوه فقد جاء بخرق العادات والسعادة الكلية هي من الفيض الأول ثم يفيض من طريق التحري إلى كل محل بما يقبله والفيض الأول من العلة الأولى يتلاشى بطريق الفيض الوهمي الذي عجزت العقول عن تحصيل كنهه والذي صدر عن علة العلل من الفيض الأول هو العقل الفعال الصادر بالكلية عنه والنفس الكلية هي التي تفيض النفوس عنها والذي يتجلى للخلق من العقل هو بقدر نزول الشعاع للشمس في النوافذ والنور ومثل تجلى العقل للأنبياء كمثل الشمس المنخرقة في الأرض الفلاة وهو معنى قوله عليه الصلاة والسلام : ' خلق الله الخلق في ظلمة ثم رش عليهم شيئا من نوره فمن أصابه شيء من ذلك النور اهتدى ومن لم يصبه فظلمات بعضها فوق بعض ' وهو معنى قوله تعالى : ( ألم نشرح لك صدرك ) وقوله تعالى : ( أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه ) وهو النور الذي تجلى لإبراهيم عليه الصلاة والسلام وكان في بدئه ضعيف شاهد من نوره الكوكب فلما تجلى لإبراهيم عليه الصلاة والسلام وتقوى جناح همته بطريق المجاهدة وأنخرقت له الأنوار القدسية من رؤية حالة باطنة وسره شاهد الشمس والقمر فلما صفت العلة وخلصت الخلة شاهد بمقياس الحظ أصل العلة الأولى التي فيها مبدأ فيض السعادة فقال عند وجود سهم السعادة والحظ وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض . فلما وجد انخراق النور الإلهي لم يلتفت إلى مال ولا ولد فنهب يد الانتقاد ماله وولده فجعل ذلك غرامة بطريق التصوف لوجود حاله فقال في رفض ترك نقصه عند وحود حقه ورؤيته الكمال ها هو ذا جسدي للنيران وولدي للقربان ومالي للفيضان فكن أيها الملك على هذه الطريقة الوتيرة حتى ينكشف لك ستر الباطن عن منهج الحق فتقعد على كرسي طب أحوال العالمين فتجس بمقياس الفراسة طريق معرفة الظالم من المظلوم وأعلم أن الغنى والأموال هي مدخرة لتحصيل المملكة الدنيوية والأخروية فإذا صح لك هذا الطريق غلبت بسهم السعادة من عصاك ومنه يحصل لك تسخير الهمم العلوية . ولا يرد الخلق إلا الثواب والثناء وإلا فما هي إلا أزواج سائرة عن أجساد خالية . وقد ورد في لطائف الحكايات أن الملائكة قال بعضهم لبعض اتخذ ربنا من نطفة رديئة خليلا وقد أعطاه ملكا عظيما فأوحى الله تعالى للملائكة اعهدوا إلى أزهدكم ورئيسكم فوقع الاتفاق على جبريل وميكائيل فنزلا إلى إبراهيم في يوم جمع غنمه عند رابية للحلب وكان لإبراهيم أربعة آلاف راع وأربعة آلاف كلب في عنق كل كلب طوق من ذهب أحمر وأربعون ألف غنمه حلابة وما شاء الله من الخيل والجمال فوقف الملكان في طريق الجمع فقال أحدهما : اللذاذة صوت سبوح قدوس فجاوبه الآخر رب الملائكة والروح فقال اعبداها ولكما نصف مالي ثم قال اعبداها ولكما مالي وولدي وجسدي فنادت ملائكة السموات هذا هو الكرم فسمعوا مناديا من العرش يقول الخليل موافق لخليه فكن أيها الملك غير مبال بوجد المال وعدمه إذا سلمت لك نفس رياستك وقلة مملكتك ، وسنذكر حكايات الكرم في مواضعها من كتاب السلسبيل وكتب أحياء علوم الدين . فإذا أردت اقتفاء آثار السابقين فقد ذكر في كتاب فتوح سيف الدين الكوفي أن أهل الشام لما أثقلهم الحصار وقالوا لا نسلم إلا لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه فلما علم عمر ذلك حصل فرسا وحمارا فقال له كبار أهل المدينة المملكة بناموسها فأجابهم بأن المملكة معطيها صاحب السماء فصفوا خواطركم وعلوا هممكم لتبصروا السعادة بمقاييس الأنوار من وراء الأفلاك ثم سار إلى الشام فاتفق له أن وقع به الحمار في غدير ماء متغير وحمأة فابتلت مرقعته وكانت نوبته فعرضوا عليه ركوب الفرس فأبى وقالوا قد أقبلت العساكر والرهابين لتسلم عليك فغير ما عليك فلم يلتفت حتى أقبل عليه جملة الشاميين بنواقيسهم وقبعاتهم فلما رأوه في تلك الحالة قالوا بأجمعهم أنت عمر ولك نسلم ولك نطيع وندين كما قال المسيح إذا وصلكم صاحب المرقعة المبلولة بالماء والتراب فسلموا إليه . فهذا خبر سر معارف رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف صفا ووفي فعرفه سر ما كان وما يكون . ومن تلك الأنوار اعتصر الناس ملاحم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقمر النبوة الذي هو أخوه وشريكه في نوره اعتصر كتيبا مثل الجعفر والجامعة وكتاب خطبة البيان وهي حاوية على أكثر ما يكون في الزمان . وإن طلب أحد الهدنة فهادنه إن كأن مسلما وإن كأن كافرا وقدرت عليه فلا تهادن كيلا تفوت الفرصة ولتكن الهدنة إلى أمد معلوم واقلها أربعة أشهر . فإن صفت همتك وكانت روحانية لها مجانسة . في الملكوت الأعلى وعلو همتك ظاهرة فخذ طريقا صالحا من تثليث وتسديس من نجم ناظر إليك لا إلى سواد ويخر له فان تونست به صار لك وزيرا والأصل في الخور هو علو الهمة وتزكية النفس ، وتقليل المأكل والانقطاع في الخلوة ودوام الذكر ينخرق لك من رؤية الغيب من علم الباطن أنوار المكاشفة فتصير الأملاك والأفلاك حديثا يغلب لا هوتك على ناسوتك فتصير زيتا لمصباح مشكاة الأنوار الإلهية كما قيل شعر : ثقلت زجاجات أتتنافر غا . . . حتى إذا ملئت بصرف الراح خففت فكادت أن تطير بما حوت . . . و كذا الجسوم تخف بالأرواح وإذا حصل لك خمير السعادة من العلة الأولى التي هي مبدأ كل علة بطريق المجاهدة في تحصيلها أفرغت عليك أنوار المحبة فصار الخلق لك طائعين بلا يسيف بينهم ثم ببسط باع فيهم كما كتب بعض الملوك على درع له شعر : على درع تلين المرهفات له . . . من الشجاعة لا من نسج داود و إنني فيه أمر الله ضيرني . . . نارا من البأس في بحر من الجود فإن انسد عليك باب المجاهدة وغلقت ورأيت باب الطلب مسدودا فلا ترض بالمناقصة بل تميل إلى الزهد فان الناس رجلان ناسك ومالك كما تمثل عمر رضى الله عنه ببيت الفرزدق استشهادا به ثم أنشد شعر : إما ذبابا فلا تعبأ بمنقصة . . . أو قمة الرأس وأحذر أن تقع وسطا ومثلها قال أمير المؤمنين على رضى الله عنه شعر : إذا ما لم تكن ملكا مطاعا . . . كما ترضى فكن عبدا مطيعا فإن لم تملك الدنيا جميعا . . . كما تختار فاتركها جميعا هما شيئان من نسك وملك . . . ينيلان الفتى شرفا رفيعا إذا ما المرء عاش بكل شيء . . . سوى هذين عاش به وضيعا وكتب معاوية إلى ابنه يزيد إن فاتك يا بني الملك فلا يفوتنك المحراب وبهذا الطريق نال الناس مطالبهم حتى رأينا الملوك متقاطرين على باب الزهاد ولهذا قال القشيري : إذا ما الفقير لباب الأمير . . . فبئس الأمير وبئس الفقير و أما الأمير بباب الفقير . . . فنعم الأمير ونعم الفقير وأعلم أنه إذا حصلت القلوب بمعرفة صمديتها وانكشف لها نور الجلال بالبراهين الباطنة وحصلت التخلية والتصفية كوشف بالعالم العلوي والأخروي وعلم سر معانيها فهو الذي كوشف بمعرفة الكيمياء الأكبر فتصير الملائكة له خداما فيشاهد أساور الجنة وأسرها كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وسلم : ' كيف أصبحت يا حارث ' قال : أصبحت بالله مؤمنا حقا ، فقال عليه السلام : ' إن لكل حق حقيقة فما حقيقة إيمانك ' فقال : أعرضت نفسي عن الدنيا فاستوى عندي ذهبها ومدرها وكأني بأهل الجنة في الجنة يتزاورون وبأهل النار في النار يتعاون وكأني بعرش ربي بارزا ، فقال : عليه السلام : ' مؤمن نور الله قلبه الآن عرفت فالزم ' واقسم عمرك وأيامك ودهرك أثلاثا ثلثا لنفسك وثلثا لرعيتك وثلثا لربك . وأعلم أن الناس بك لا تذون لطلب منافعهم وكل أحد يريدك لنفسه إلا الله فانه يريدك لك فكن معه ولازمه ولا تستهويك الأماني فالظل لا بد أن يزول ولو عمرت ما عاش آدم : أخبرني الأستاذ الجويني عن مشايخه . قيل لمحمود بن بويه : كيف عمدت إلى طلب المملكة ولم تكن لها أهلا ؟ فقال : سمعت امرأة تنقر دفا وتقول بيتا لعمر بن سبطى شعر : من هاب خاب وجاسر بلغ المنا . . . و الدهر فيه غذوية وعذاب فحملني ذلك على طلبها فطلبتها ونلتها وقد تحالى المتني حيث قال شعر : فثت واثقا بالله وثة حازم . . . يرى للموت في الهيجا جنا النحل في الفم وانظر إلى علو همة الحلاج وإن كان قد قال الحاسدون فيه ورجموه بالحلول وقد تلقى الموت غير خائف ونطق ظاهره بما أعمى جهلتهم حتى قيل لأبي العباس بن شريح : ما تقول في الحلاج ؟ قال : ما أقول في رجل هو أفقه مني في الفقه وفي الحقيقة ما أفهم ما يقول فقيل له ما سمعت منه من جملة ما سمعت قال سمعت في بعض كلامه وهو يشير إلينا من حضر بطلت شهادته ومن غاب صحت . وفي مثل هذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ' حسنات الأبرار سيئات المقربين ' لأنهم واقعون مع صف التجلي فمالهم والندم على ما كان والخوف مما يكون صفت أحوالهم في راووق المجاهدة فامتنعوا بطريق الدلال لا عن الالتفات إلى غيره فطاروا بأجنحة علو مهم المجموعة في المجاهدة والتصفية والتزكية فخرقوا حجاب الناسوت حتى وصلوا إليه ضامت بهم العبودية فخرجوا عن حيز العالمين فمزجت الناسوتيه بصفات اللاهوتية ثم عادت النفوس الطاهرة إلى معادنها فهبت عليهم نسمات واجب الوجود فحلو في خيام الراحة بعد البعث ( في مقعد صدق عند مليك مقتدر ) كما قال السكران من العشق شعر : إنما الحب فناء كله . . . رحم الله أمراءا قال به إن من أضحى بقلى سالما . . . لم يذر منه سوى قالته في ظلال الشوق قلبي راقد . . . من هجير الهجر قد قال به فان لم تكن أيها الملك الطالب لا بهمة علوية ولا بيد باسطة سبعيه فأنت كما قيل شعر : إذا كنت لا ترجى لدفع ملمة . . . و لا لذوي الحاجات عندك مطمع و لا أنت ذو جاه يعاش بجاهه . . . و لا أنت يوم الحشر ممن يشفع فعيشك في الدنيا وموتك واحد . . . وعود خلال من حيالك أنفع ومثله شعر كتب القتل والقتال علينا . . . و على الغانيات جر الذيول وقد مر بك شعر آخر إن لم يكن بد من الموت فمت . . . تحت ظلال الأسل الذوابل وكن آخذا بقلوب الناس بكتب وهدايا واستجلاب مودات الكبار والخدمة للأخيار وإكرام العلماء وإمدادات أحوال الناس وسد حللهم والصفح عن زلاتهم وأنظر كيف أدبك المصطفى عليه السلام حيث قال أمرت أن أعفو عمن ظلمني واصل من قطعي وأعطى من حرمني وأن أجعل سكوتي فكرة وكلامي عبرة . إن أردت الجواب فلا تعجل واستعرض كلام الرسل متفرقين غير مجتمعين وأعط الجواب على تؤدة وارض الرسل ينبسط ثناؤك فقد قيل إنه لما دخل حكيم العرب على كسرى أجزل له العطاء فلامه بعض الكبار فقال : الملك مملكة وجمع لؤم داءان ودواء فالغلبة للأكثر واتعظ بقول الله تعالى : ( و تلك الأيام نداولها بين الناس ) . فهكذا قد نقلت من سواك إليك وستنتقل منك إلى سواك وأنظر إلى الأمثال المضروبة في شعر أمير المؤمنين فرضي الله عنه شعر : الناس في زمن الإقبال كالشجرة . . . و حوله الناس ما دامت لها ثمرة حتى إذا ما عرت من حملها انصرفوا . . . عنها عقوقا وقد كانوا بها بررة و حاولوا قطعها من بعد ما شفقوا . . . دهرا عليها من الأرباح والغيرة قلت مروءآت أهل الأرض كلهم . . . إلا الأقل فليس العشر من عشرة و لا تحمدن امرءا حتى تجربه . . . فربما لم يوافق خبره خبره وأصطف لك من الناس من تركن إليه فقد أصطفى الله من الناس رسلا ومن الملائكة والله أعلم حيث يجعل رسالته . وإذا عزمت على دخول الحمام فالأفضل يوم الأربعاء ففي الأثر من دخل الأربعين أربعا الحمام أمن من الفقر وأخل ليلة الخميس والجمعة لطلب حاجاتك من الله الكريم ففيها بلغ الأنبياء والعلماء وأرباب المقاصد والرياسة شعر : و كان ما كان مما لست أذكره . . . فظن خيرا ولا تسأل عن الخبر وفي يوم الجمعة ساعة من إدراكها بلغ حاجته فقد قيل هي في أول النهار وقيل وسطه وقيل آخره وهكذا نقل عن فاطمة صلوات الله عليها أنها كانت تترك جارية لها لتعرفها غروب الشمس من يوم الجمعة وأقرأ في سورة الأنغام وتكلم فيها أحد فإذا وصلت إلى قوله تعالى ( الله أعلم حيث يجعل رسالته ) فأسأل لأن الله ما رد قسم من أقسم عليه من النبيين . وكل من الأنبياء كان له خاصية في يوم مثل السبت لموسى والأحد لعيسى والاثنين لإبراهيم وفي يوم الثلاثاء جاءت البشارات لنوح عليه السلام بالنصرة وفي يوم الأربعاء أنتصر زرادشت على أهل أرمينية وكان الخميس والجمعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال المنجمون في أيام الأسبوع ما قالوا وجعلوا لكل كوكب يوما فالسبت عندهم لزحل والأحد للشمس والاثنين للقمر والثلاثاء للمريخ والأربعاء لعطارد والخميس للمشتري والجمعة للزهرة وقد ذكر الجمهور منهم إن طالع رسول الله صلى الله عليه وسلم تولاه الزهرة وهم لم يطلعوا على الأسرار ونحن نكشف نبذا عن ذلك فنقول بأن موسى دعا إلى المغرب لتحكيم زحل في تلك الجهة وقبله عيسى إلى المشرق نحو الشمس وقبله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم جهة الكعبة وهذا سر لم يطلع عليه أحد إلا من شاء الله وذلك إنه إذا قام مستقبل القبلة الحرام كان سهم زحل يمينا وسهم الشمس شمالا والجدي في مقابلة وسط الكتفين والنسر الطائر وسعد بلغ في جهة العلوية فتم مع السعادة مأتم فأصيب بسهم السعادة ما لم يصبه أحد سواه فبلغت حجته وعلت كلمته ودامت دولته وسعدت أمته وعضدت شريعته فنصرها الترك من المشرق وأهل المغرب حتى بلغ أنهم آمنوا لا بالسيف بل بالكتب شعره أوائل الركبي مالي منهم خبرة وهكذا البيت الثاني وأسمع قصة عيسى عليه السلام مع جاليناس ملك الساحل وطبيبهم حين نفذ إلى عيسى أنا لا نطلب منك أحياء الموتى بل هذا الرجل المسلول أشفه لنا في هذا الشهر كانون وأنا أومن بك قال المسيح ائتوني ببطيخة فسقاه منها فقاء الرجل شيئا أسود على هيئة الخبر المحروق فقام بقدرة الله تعالى سليما لا مرض به ثم قال عيسى عليه السلام يهددني جالينوس ثم دخل هيكل العبادة فما انتصف الليل إلا وثار على جالينوس علة اساطوريا والكراثية فمات بها قبل الصبح وحدثني يوسف بن علي بأرض الهركان التي بنبات أرضها خواص عظيمة نذكر نبذا منها في أماكن من هذا الكتاب وشيئا في كتاب السلسبيل . قالع يوسف شيخ الإسلام دخلت المعرة على زمان المعري وقد وشى به الوزير إلى الملك محمود بن صالح وقال إن المعري رجل برهمي لا يرى إفساد الصورة وأكل الحيوان وإنه يزعم أن الرسالة تحصل بصفاء العقل ولم يزل الوزير جاهدا حتى حمل الملك على إحضار الشيخ أبي العلاء المعري فأنفذ وراءه خمسين فارسا فدخل إلى الشيخ رجلان من أصحابه وأعلماه بالقصة فدخل المعري المسجد وانزل الفرسان في دار الضيافة فدخل مسلم عم المعري على الشيخ وقال يا ابن أخي قد نزلت بنا حادثة يطلبك الملك فإن مانعنا عنك عجزنا وإن سلمناك كنا عارا عند ذوي الذمام وتكون الذمام على آل تنوخ فقال المعري خفف عنك غمك واكرم أضيافك فلي سلطان يذب عني ويحامي عمن هو في حماه ثم قال الشيخ لغلامه قدم الماء فقدمه إليه واغتسل به فلم يزل يصلى حتى انتصف الليل ومر أكثره ثم قال لغلامه أين المريخ فقال هو في منزلة كذا وكذا فقال ارقبه واضرب وتدا تحته وعقد خيطا في يدي متصلا بالوتد ففعل به ذلك فسمعناه يقول يا علة العلل يا قديم الأزل يا صانع المصنوعات أنا في حماك الذي لا يضام ثم جعل يقول الوزير الوزير حتى برق بارق الصبح فسمعنا هذه عظيمة فسألنا عنها فقيل هي دار الضيافة وقعت على ثمانية وأربعين رجلا وعند طلوع الشمس جاءنا كتاب الطائر يقول فيه لا تزعجوا الشيخ فقد وقع الحمام على الوزير ثم التفت الشيخ إلي وقال من أي أرض أنت فقلت من أرض الله تعالى فقال أنت من أرض الهركاز أنت يوسف بن على حملوك على قتلى وزعموا أني زنديق وكان حجتنا بالشام ثم قال لي اكتب على صفة الحالة شعر : باتوا وحتفي أماني لنيتهم . . . و بت لم يحضروا منى على بال و فوقوا لي إشارات سهامهم . . . فأصبحت وقعا منى بأميال فما ظنونك أن جندي ملائكة . . . و جند بين طواف وحجال لقينهم بعصا موسى التي منعت . . . فرعون ملكا ونجت آل إسرال أقيم خمسين صوم الدهر ألفه . . . واد من الذكر إبكارا الآصال عيدين أفطر في عامي إذا حضرا . . . عيد الأضاحي ويقفو عيد شوال إذا تنافست الجلاس في حلل . . . رأيتني من خسيس القض سربالي لا آكل الحيوان الدهر مأثرة . . . أخاف من سوء أعمالي وآمالي نهيتهم عن حرام الشرع كلهم . . . و يأمروني بترك المنزل العال و أعبد الله لا أرجو مثوبته . . . لكن تعبد إكرام وإجلال أصون ديني عن جعل أؤمله . . . إذا تعبد أقوام بأجعال فإذا كنت أيها الملك على هذا الوصف بلغت المقاصد ووصلت إلى المشرب الهنيء ونكبت أعداءك وتصير مثل دعاء القلنسوة والنجاشي وربما تكون أنت الملك السفياني يفتح لك الحصون من غير تعب ويجود بك الذرع والضرع والزرع إذ الناس بالمال وربما تسعد بهذه الحالات كما سعد الاسكندر فما قد كأن يجوز أن يكون . وقد قال في خطبة البيان لا بد من ظهور ملك عادل زاهد خائف يمهد البلاد ويحسن إلى العباد وهذا بعد ثلث وسبعين بما شاء الله وهذه من الخواطر الربانية كيف ظهرت فراشتها في كشف الأمور المعيبة فإذا رق حجاب القلب يرتفع السد يتبين له ما في اللوح المحفوظ فيخبر بما في عالم الغيب من غير ريب والله عالم الغيب يعلمه من يشاء والملوك تودع سرها عند من تحبه وتختاره وقد سمعت حكاية أيار مع السلطان محمود فانتبه أيها الملك لهذه النكت والإشارات وقد نصحت لكم إن كنتم تحبون الناصحين . والفلك بالعلماء أليق من الفجرة الفاسقين ولكن ليقضى الله أمرا كان مفعولا ولا بد للأرض من ناصر ووارث يورثها من يشاء من عباده . أعلم أن الناموس هو مفتقر إليه في بعض الأحيان كالدواء لكن نكشف شرح مشقة الأحوال غد العوام فان صاحب الشرع خاطب الناس على قد عقولهم والمنزه ذكره خاطب كل أحد بما يستحقه ويعقله . فلقوم ولدان مخلدون ولقوم سدر مخضود وطلح منضود ولأرباب الهمم العالية ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ) والمنشد قد نبه في نظمه شعر . إما ذبابا فلا تعبأ بمنقصة . . . أو قمة الرأس وأحذر أن تقع وسطا وأعلم أن الزمان حبيب أهله وطائفة تخترع لها مذهبا في الناموس بطريق الزهد كالسبح والمرقعات وجلود الغم والبراتس وآدان الليل والانقطاع في الكهفان وكبر الأمور بحيث أن يقول لصاحبه اذهب ففي الموضع الفلاني كذا وكذا وطائفة تظهر النور وأخرى تقعد بين القبور وإظهار الخزعبلات والنيرنجيات بمعرض الكرامات ودهن الأقدام والخوض في النور وإظهار الخرق من سمندل الصين التي يذهبه وسخها النار وإظهار الخفف ومد الشعبذة وضرب طلسم على النعل فيعبر الماء ووقوف السجادة في الهواء وشعلة القناديل وإشعال السراح بالماء دون الدهن وكثير من ذلك لا عدد لها . والفرق بين المعجزة والسحر والكرامة هو دوام الشيء وإظهاره للناس كالقرآن المجيد فهو المعجز الأكبر والناموس الأعظم فلا تطلى على الملك حالات المبرهن وأما أرباب الكرامات والمكاشفات فهم الذين استخدموا وخدموا واستعملوا وعملوا فكشف لهم العمل سد الغفلة وضرب جهة الذكر ما في الشبة القلبية فأزال زرقتها وسوادها وقعت المشاهدة ، . عقيب المجاهدة فتنورت القلوب بنور الصدق والتصديق فهامت النفوس المقدسة في مهامه المروح الصمدية وانكشف سر اللوح المحفوظ من دار الديمومية وظهرت الخواطر الصافية عن الأجسام الرذلة المعلولة فأغرقت في قالب كمال الوجود وافت من صحبة أهل الجود وبزغت لهم أقمار الحقائق من فلك الطرائق فكان باب بدو البداية رؤية كوكب ضعيف ثم انبسط النور الباني من نقش عرش الإيمان فصار قمرا إبراهيميا ثم أنبجست عيون المحبة الربانية عن فيض شمس الحقيقة البرهانية ثم رق القلب الصادق الصافي الوافي على براق علو الهمة فصادفت فلكا وملكا ثم صفقت أجنحة الأشتباق فصادفت عقار المحبة ممزوجا بمياه الخوف شربت لما قربت وطربت وتقربت وشقت ثياب البشرية والتحقت به بالكلبة وأنشدت في سكرها شعر : ولقد خلعت على العواذل سلوتى . . . وحلفت بالحرمين لا أنساكم ففتحت أبواب مجالس الطرب ونادى العاشق الصادق من عظيم الويل والحرب عجز عن حمل حلاوة والخلاة فنادى بين شو ارع دروب الكروب : بالله ربكما عوجا على سكنى . . . وعاتباه لعل العتب يعطفه وعرضا بي وقولا في حديثكما . . . ما بالى عبدك بالهجران تتلفه فأن تبسم قولا في ملاطفة . . . ما ضر لو بوصال منك تسعفه وأن بدا لكما من مالكي غضب . . . فغالطاه وقولا لسنا نعرفه فإذا شوهد فه ضعف الحمل أماته يدر القدرة تحمل التنين فهو معروف في البداية بالجنون وفي النهاية بالفنون فنراه في حال بدايته يتشبب بالنغمات والسماع إن اتخذه دأبه وعادته صرف وجهه عن الباب فضرب بينهم بسور له باب وأن جعل ذلك جسرا يجوز به من العلم الأصغر إلى العلم الأكبر وهو عالم المعارف فيدخل في حالات العاشقين ومقامات الصادقين فيقيل تحت أشجار الحكم اللاهوتية عند رب العالمين فتنكسر زجاجات جسمانية وبدور به دولات سعادته فاقل مقامه إظهار كرامته فإذا رأى أحدا من أحبائه وضع خده تحت نعله وترابه . كما نقل في الحكايات المجنونية في ليلى العامرية أنه رئى على كتفه كلب يطعمه ويسقيه وقيل له في ذلك فقال رأيته يحرس باب ليلى ثم أنشد حين تأود شعر . رأى المجنون في الفلوات كلبا . . . فضم إليه بالإحسان ذيلا فلاموه على ما كان منه . . . و قالوا لم منحت الكلب نيلا فقال ذروا ملامكم فعبني . . . رأته مرة في باب ليلى وهذا يعضده ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم وآله وسلم قيل له ألا تصلى على فلان وقد مات فقال : ' لا أصل على من لم يصل ' فقال عمر : أنا رأيته يصلي ركعتي العيد فقال عليه السلام : ' كيف أصلي على من لم يصل إلا نافلة ' لما فجاءه جبريل عليه السلام أمين الحضرة وقال له : يا محمد أليس رأوه في بابنا مرة فإذا رددته من بابي فبباب من يقف يا محمد إني قد غفرت له فصلت عليه ملائكتي إن الله لغني عن العالمين .
Bogga 52