ا ترتب في الحصون إلا وليا شفيقا رفيقا بالخلق ولا تكلفه ثقلا فتستنقضه من بلدك وأشبعه وجند الحصن وأنظر في مراكز خيره ومائه وحرسه وسوره وتذلل حراسك في البروج وطف بنفسك أيها الولي على أعلى سورك ولا تخالط جندك بالليل خوف المخامرة واسأل عن أعدائك ولا تحقر القليل فإن الذبابة تقتل . جملا وكم من عقرب أمات الأفعى لسعها كما قيل . و لا تحقرن أبدا صغيرا فربما . . . تموت الأفاعي من سموم العقارب وأحذر من مكر ذي الأجن فقد قيل : و إن الجرح ينغص بعد حين . . . إذا كان البناء على فساد ولا يكون الوالي شريب خمر وهكذا الأمير فلو حضر في مجالسهم فليحاكم بالجلاب ففي الخمر بلايا وآفات وزلازل عقل وحدوث بلايا وإظهار حقود إذ صاحب الملك مرموق بالحسد : قال النجاشي لجعفر بن أبي طالب رضى الله عنه كيف سيرة نبيكم في الأكل مع أصحابه فقال يأكل على الأرض فقال ذلك تواضع لجذب قلوب أصحابه فقال النجاشي لو كان ملكا لأكل وحده على خوانه في مجمع معروف له وزبادي مخصوصة ثم الورق إن كان مقطعا فمعروف وإن كان ذهبا فشهر بشهر ولا بأس بالسلام عليه وهو موصول بهم والمعاهدة لرسل الملك وإقامة ناموسة عند الغرباء والمنشدين والقصاد ، وكان سليمان يقسم أسبوعه بعضه للجند وبعضه للقضايا وبعضه للعبادة وتذكار الحكم والنساء . كما يقول يا أرباب المملكة عليكم بأهل العلم والصلاح فإنهم يرشدونكم إذا ضللتم ويعرفونكم إذا جهلتم ويستعطفونكم إذا غضبتم وينفقونكم إذا حرمتم وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب : فلا تصحب أخا الجهل . . . و إياك وإياه فكم من جاهل أردى . . . حليما حين آخاه يقاس المرء بالمرء إذا . . . ما المرء ماشاه و للشيء على الشيء . . . مقاييس وأشباه و للقلب على القلب . . . دليل حين يلقاه وليقل الملك المنادمة والمسامرة والقليل من الهزليات والمضحكات وليكن وزيره قابلا قائلا بالعلم والصلاح منزلا للناس في طبقاتهم فلا تنظروا في حسن البزة مع عموم الجهل فقد نقل إلينا أن بهلولا دخل إلى مجلس هارون فجلس في أدنى المجلس فقال له هارون أرفع رأسك إلى صدر المجلس فقال البهلول مجلسي يفنى فأين صدره ثم أنشد كن رجلا وأرض بصف النعال . . . لا يطلب الصدر بغير الكمال فإن تصدرت بلا آلة . . . جعلت ذاك الصدر صف النعال ومن جملة قبول الملك أن يختار لنفسه طعاما يخصه وقد كان المأمون يحب المأمونية ومهلب العراق يحب المهلبية وكان بنو أمية يكثرون من أكل الهرايس والزلابيا ولم يغسلوا اللحم بل يكسفون الجلد فيأخذون من تحت الجلد ما يختارون فيتداوون الأيدي بزفر اللحم . وقد روى أبو طالب المكي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال شكوت إلى أخي جبريل حين ضعف الوقاع فأمرني بأكل الهرايس فوجدت لظهري بها خيرانا . وقد كان ذو القرنين يحب الزر باح لتسكينها للخلط الصفراوي ووجد بخارا حارا تولد عن صفراء فانزعج له جبينه فمزج بالبطيخ ماء وعسلا وخلا فشربه فقال سكن جبيني فسمي بذلك الاسم وكان يخلط خشن الدقيق وناعمه فيتخذ له منه خبزا فقال الحكيم من جوشك أراد الخبز الجريش للمعدة الضعيفة أو الحلقة البلغمية أجود وأعود والخبز السميد يورث الخفق وهذا مشاهد عيانا من عمل القفاع .
Bogga 25