وهو فصل بارد رطب يهيج فيه البلغم فينبغي أن يمال بالتدبير فيه إلى الأغذية والأدوية الحارة مثل فراريج الحمام والتين والجوز والشراب الصرف الأحمر وتستعمل الجوارشات الحارة ويتوقى الإسهال وإخراج الدم إلا أن تدعوا إلى ذلك B ضرورة حافرة فيغير الهوى ويسخن ويقدم تمريخ الجسم بالأدهان الحارة ودخول الأبزن المعتدل ولا يضر في هذا الفصل الحركة المفرطة ولا الجماع ولا الأكل الكثير لكثرة الهضم فيه.
فتحفظ يا إسكندر بهذا الهيكل الشريف وإحراز الحرارة الغريزية جهدك ، فإنه ما دام في الإنسان حرارة معتدلة ورطوبة غير مفرطة تغتذي بها تلك الحرارة الغريزية فإن البقآء والصحة مضمونة، فإنه إنما يهرم الإنسان ويبلى بدنه لخصلتين إحداهما هرم طبيعي باضطراب وذلك من يبس يغلب على البدن وفساد الكون والأخرى هرم عرضي مثل الذي يعرض من الآفات والأمراض وفساد التدبير.
Bogga 37