============================================================
ثم في التربية لا بد من المناسبة، فالمبتدىء من أول أمره لا مناسبة بينه وبين الله وبين نبيه [صلى الله عليه وآله وسلم] فاحتاج لا محالة إلى تربية الولي أولا ، لأن الولي مناسبة بينه وبين المبتدىء من جهة البشرية كما للنبي [صلى الله عليه واله وسلم) حال حياته فإذا [كان) النبي [صلى الله عليه واله وسلم) في الحياة الدنيا لما احتاج أحد إلى غيره، فإذا انتقل إلى الآخره انقطع من (صفة) التعلق، ووصل إلى محض التجرد، وكذا الأولياء إذا انتقلوا إلى الآخرة لا يصل أحدا منهم الارشاد [ إلى المقصود) فافهم إن كنت من أهل الفهم . وإن لم تكن فاطلب / الفهم بالرياضة النورانية الغالبة على [66اب) النفسانية الظلمانية ( لآن الفهم يحصل بالنورانية لا بالظلمانية] ولآن النور لا يجيء بموضع إلآ يكون [مذنيا) مشرقا، فلم يبق للمبتدىء مناسبة له.
وأما الولي الذي يكون في الحياة فله مناسبة ، لآن له جهتين التعلقية الجحسمانية، والتجردية الروحانية ، من جهة الوراثة الكاملة، فيتوالى إليه مدد الولاية النتبوية من التبى (صلى الله عليه وآله وسلم) ويتعرف بها الناس . فافهم فإن وراء ذلك سرا و--2 عميقا يدركه أهله . قال الله تعالى : { .. ولله العزة ولرسوله وللمؤمنيب (سورة المنافتون 8/63]: وأما تربية الأرواح في الباطن ، فروح الجسماني مربى في الجسم أولا ، ثم روح الرواني مربى في القلب، ثم روح السلطاني مربى في الفؤاد، ثم روح القدسي مربى في السر سا، اوهو الواسطة بينه وبين الحق، ومترجم من الحق إلى الخلق ؛ لأنه أهل الله ومحرمه. (1167] وأما الرؤيا التي هي من الأخلاق الذميمة من صفة الأمارة واللوامة والملهمة فهي
حل وعلا. جاء في مشكاة الأنوار، للغزالي، 40 : (وكلام العشاق في السكر يطوى ولا يحكى، فلما حف عنهم سكرهم وردوا إلى سلطان العقل الذى هو ميزان الله تعالى في أرضه عرفوا أن ذلك لم يكن حقيقة الاتحاد بل يشبه الاتحاد مثل قول العاشق في حال العشق: من آهوى ومن آهوى آنا چن روحان حللا بدتا وختم هذه الشرح الموجز بأته لا يجوز إعادة هذه الحمل والعبارات ، وإتما يفيد اطلاعنا في إدراك عظمة الأنسان الكامل الناشثة عن عظمة الخالق جل وعلا 3137
Bogga 138