97

شمخ هذا البناء المتواضع في فنه وعمارته؛ شمخ بعزته الرسالية ومجده الحضاري

العظيم على أيوان كسرى وبلاط قيصر، وقصور اليمن وكنائس الاحباش ، ذلك لأنه مسجد وبناء اسس على التقوى ، وقام على الهدى ، وعمر بالعلم والعمل الصالح والعبادة .

ومن يوم وقوف الناقة وتحديد موضع المسجد وحتى اكتمال بناء المسجد ودور الرسول (ص) من حوله ، حل الرسول (ص) ضيفا على أبي أيوب الانصاري ، في الحجرة السفلى من البيت ، وأقام أبو أيوب وزوجته في الغرفة العليا من البيت .

الوضع الاجتماعي في المدينة المنورة

المدينة المنورة منطقة زراعية تقع على بعد أربعمائة وخمسين كيلومترا إلى الشمال من مكة المكرمة ، اسمها قبل الهجرة النبوية المباركة يثرب فسميت بعد الهجرة (مدينة الرسول) واختصارا (المدينة) ، وتركيبتها السكانية قبل الاسلام تتكون من العرب الوثنيين واليهود .

وكانت قبيلتا الاوس والخزرج هما القبيلتين العربيتين الرئيستين في تلك المدينة وبينهما نزاع وقتال وأحقاد طويلة كان اليهود يغذونها ويستفيدون من الصراع بين تلك القبيلتين ، فآخى الله بينهما ووحد قلوبهم بالاسلام فأصبحوا بنعمته أخوانا .

وبعد أن انتشر الاسلام وأخذ طريقه إلى النفوس وأصبحت له قوة اجتماعية وسياسية وعسكرية بدأ النفاق يظهر في المدينة على شكل تكتل وكيان فكري وسياسي ، وهكذا برزت في مجتمع المدينة في بداية الهجرة ثلاث قوى هي :

1 المسلمون : وهم القوة الكبرى والرئيسة والمهمة، فكريا وسياسيا وعسكريا .

وتتكون هذه القوة من المهاجرين والانصار، الذين كان يشتغل معظمهم بالزراعة والرعي كما يشتغل بعضهم بالتجارة أيضا ، وقد اشتد الصراع العقائدي والسياسي والعسكري بين المسلمين وبين خصومهم الفكريين والسياسيين المتمثلين باليهود والمنافقين في مجتمع المدينة .

Bogga 5