(وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم ) . (الشورى / 51) وهكذا يلقى الوحي من لدن الذات الالهية إلى عالم الملائكة ليهبط به جبريل على عالم الانسان القائم في شخص النبي ، وهو في حالة الانسلال من عالم المادة وانكشاف حجابها وانطلاق الوعي إلى عالم الروح الملائكي ، فيتلقى من الملك ما يوحى إليه من أمر ربه .
على أن هذا الانتقال من عالم القدس إلى عالم الخلق الملائكي ، هو انتقال نوعي وذاتي ، وليس انتقالا زمانيا ، أو مكانيا .
وهكذا كان الكلام الالهي إلى الرسول الاعظم يأتي وحيا ، أي إلقاء مباشرا في نفس النبي ، أو من وراء حجاب ، أو بواسطة ملك مرسل .
وهذا ما يقتضيه منطق السنن الكونية المسيطرة على الطبيعة الانسانية :
(وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب (1) أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم ) . (الشورى / 51)
ولا يدري أحد كيف يتم ذلك ، فالكون عوالمه غريبة ، وعالمنا ليس إلا واحدا من تلك العوالم ، ولكل عالم قوانينه وأنظمته الخاصة به ، ولا ندري كيف تجري العوالم الاخرى ، فهي أيضا لها قوانينها وطبيعتها الخاصة بها .
إلا أننا نجد في وصف الامام علي (ع) للعالم الملائكي ، وعلاقته بالله من جهة ، وبعالمنا من جهة اخرى ما يكشف لنا بعض جوانب الغموض ، ويجلي بعض معالم الحقيقة .
قال (ع) :
Bogga 37