169

فقام أحد رجالات الأنصار، وهو الحباب بن المنذر، وحث الأنصار على التمسك بالامارة، والخلافة، وعدم التنازل عنها، وقال لهم: ( فأنتم أعظم الناس نصيبا في هذا الأمر وان أبى القوم فمنا أمير ومنهم أمير).(1) فقام عمر بن الخطاب ورد على الحباب، ورفض قوله، وقال: ( هيهات، لا يجتمع سيفان في غمد واحد، انه والله لا ترضى العرب أن تؤمركم، ونبيها من غيركم، ثم قال: من ينازعنا سلطان محمد (ص) وميراثه، ونحن أولياؤه وعشيرته، إلا مدل بباطل، أو متجانف لاثم، أو متورط في هلكة)(2).

فقام الحباب بن المنذر فرد على خطاب عمر، ودعا الأنصار إلى التمسك بالامارة مرة أخرى، وجاء في خطابه:(املكوا على أيديكم،ولا تسمعوا مقالة هذا وأصحابه،فيذهبوا بنصيبكم من هذا الأمر).(3)وهكذا استمر الجدل والحوار بين الحاضرين حتى ظهر رأي آخر في الأنصار،

(56)

وهو رأي البشير بن سعد، وأسيد بن حضير، وهما من زعماء الأنصار المنافسين لسعد بن عبادة الى جانب أبي بكر وعمر وأبي عبيدة، وعند ذلك قام عمر وأبو عبيدة ليبايعا أبا بكر، فسبقهما بشير الأنصاري (4)، فبايع أبا بكر، وبايع الحاضرين، ورفض سعد بن عبادة بيعة ابي بكر، وهدد باستعمال القوة واسقاط البيعة، ولم يبايع حتى توفي في الشام في خلافة عمر بم الخطاب (5).

Bogga 77