Taariikhdii Rasuulka Alle
سيرة رسول الله
Noocyada
(54)
بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
من الواضح أن الامة الاسلامية لا بد وأن يكون لها إمام يقودها على اسس الشريعة الاسلامية والعمل بكتاب الله وسنة رسوله (ص) ونشر الدعوة الاسلامية في أرجاء العالم . والمسلمون مجمعون على ذلك ، ويرون الامامة قضية أساسية ، ووجودها واجب في كل زمان ، إلا أن المسلمين بعد وفاة الرسول (ص) استحدثت عندهم عدة آراء مختلفة في كيفية تعيين الرجل الذي يحتل موقع الامامة والامارة ، ويكون خليفة لرسول الله (ص) في قيادة الدولة والامة ، ويحفظ الرسالة ومصالح المسلمين وينشر الدعوة الاسلامية في أرجاء العالم .
وفيما يأتي ننقل عن المؤرخين ما جرى بين الصحابة من آراء وحوار سياسي في قضية الخلافة والامامة ، ومن ينبغي أن يكون خليفة .
أحداث السقيفة وآراء المجتمعين فيها
بعد أن أعلنت وفاة رسول الله (ص)، اجتمع بعض الأنصار في سقيفة بني ساعدة، في يوم وفاته، اختاروا أحد زعماء الأنصار، وهو سعد بن عبادة الحزرجي أميرا وخليفة للمسلمين(1) بعد أن ألقى بهم خطابا بين فيه فضل الأنصار، واستحقاقهم للخلافة، بقوله: ( فشدوا أيديكم بهذا الأمر، فانكم أحق الناس وأولاهم به)(2) ، فوافقوه على ذلك، وأجاب الحاضرين: ( أن قد وفقت في الرأي، وأصبت في القول، ولن نعدو مارأيت توليتك هذا الأمر، فأنت مقنع، ولصالح المؤمنين رضا )(3).
وهكذا أقروا بالبيعة له، وتعيينه خليفة للمسلمين في ذلك الاجتماع، بعيدا عن آراء اخوانهم الآخرين.
Bogga 75