Taariikhdii Rasuulka Alle
سيرة رسول الله
Noocyada
لقد حققت هذه الغزوة نقلة نفسية ، ودرسا معنويا في تحدي القوى العظمى ، ونقل الاسلام ودولته إلى مستوى التحدي الكبير ، وتأكيد الثقة بالله سبحانه وبقوة المؤمنين وإصرارهم على اكتساح الطواغيت مهما تكن قوتهم ؛ ليتصاغر الآخرون أمام قوتهم ولتتجه الانظار إلى الدعوة الالهية الرائدة فيقوى معسكر الايمان .
فتح مكة
(إذا جاء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا * فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا ) .
واستمرت نتائج صلح الحديبية تتفاعل وتفرز النتائج الايجابية لصالح الدعوة والدولة ، فانضمت خزاعة إلى معسكر رسول الله (ص) ، وانضمت كنانة إلى معسكر قريش ، فقام
(34)
حلفان في فترة الصلح والسلام .
وشاء الله سبحانه أن تتهيأ أسباب النصر الكبير والفتح المبين .
فينشب الصراع بين كنانة وخزاعة ، وتهجم كنانة على خزاعة ، وتنضم قريش إلى حلفائها ، وتستنصر خزاعة محمدا (ص) ، فيستجيب لزعيمها بقوله المشهور : «قد نصرت يا عمرو بن سالم»(1) .
شعر أبو سفيان بخطورة المجازفة التي أقدم عليها وأحس بالخطر يطوق موقفه ، فاتجه إلى المدينة ليؤكد العهد مع رسول الله (ص) وليتفادى نتائج الاحداث المتفاعلة بعنف وقوة . لقد نزل على ابنته ام حبيبة زوجة رسول الله (ص) ليتصل برسول الله (ص) ويعتذر عما حدث تجاه خزاعة ، إلا أن أبا سفيان جوبه بما لم يكن يتوقعه ، فقد فوجئ بابنته ام حبيبة تطوي الفراش ولم تسمح له بالجلوس عليه وهو يدخل بيتها ، وتقول له : «إن هذا فراش رسول الله (ص) وأنت مشرك نجس ، فلا تجلس عليه» .
Bogga 48