Taariikhdii Rasuulka Alle
سيرة رسول الله
Noocyada
وآمن المخفون إسلامهم فأعلنوا دينهم ومكن الله نبيه من دخول مكة وأداء مراسم العمرة في العام القابل ، فقد وفت قريش بنصوص المعاهدة المتعلقة بأداء العمرة ، وقد اعتنى الوحي الالهي بهذه الحوادث وحلل نتائجها وفوائدها ، فسمى معاهدة الحديبية بالفتح ، لأنها كانت الخطوة الكبرى التي مهدت لفتح مكة . وكان الصحابي البراء بن عازب، يؤكد هذه الحقيقة وهو يخاطب بعض معاصريه : (تعدون أنتم الفتح فتح مكة، وقد كان فتح مكة فتحا ، ونحن نعد الفتح بيعة الرضوان يوم الحديبية)(1).
وكان الفتح مستبطنا لما جرى من أحداث وتطورات سياسية وعسكرية ، فقد استفاد الطرفان من نصوص المعاهدة في بادئ الامر؛ فتعاقدت خزاعة مع رسول الله (ص) وتعاقدت كنانة مع قريش ، ثم اعتدت كنانة على خزاعة فأعانت قريش حلفاءها واستنصرت خزاعة رسول الله (ص) فنصرها، وبذا بدأت أحداث الحديبية تتفاعل وتعطي نتائجها .
معركة خيبر
لقد عاد رسول الله (ص) من الحديبية ، وقد حقق نصرا سياسيا ، وتمكن من تجميد جبهة قريش ، وهو يعلم حقيقة الموقف اليهودي منه ، بعد معارك بني قينقاع ، وبني النضير ، وبني قريظة ، وانتصاره عليهم ، فعقد العزم على غزو الحصن اليهودي المنيع في خيبر ، وكان ذلك في السنة السابعة للهجرة . وخيبر قرية من قرى اليهود المجاورة للمدينة ، تقف على قمة
(31)
جبل ، يحيطها حصن حجري ظن أهله أنه مانعهم من إرادة الحق وسيوف المجاهدين المؤيدين بنصر الله سبحانه . ويهود خيبر على عادة اليهود ، قد استحكم بهم الغرور ، وغرهم المال والسلاح الذي بأيديهم .
ففي حصن خيبر عشرة آلاف مقاتل، كانوا يخرجون كل يوم صفوفا يستعرضون قوتهم، ويسخرون بقوة المسلمين ، وهم يرددون : (محمد يغزونا ؟ هيهات ! هيهات ! ).
Bogga 43