121

وتواصل التفكير والتخطيط والاعداد لهذه المعركة في مكة، وكان فيها عم الرسول (ص) العباس بن عبد المطلب ، يسمع تلك الاخبار ويطلع على ما يراد بمحمد (ص) ، فيكتب إلى الرسول (ص) يخبره بخطة قريش وقرارها ، ليأخذ حذره ويعد للمواجهة.

ويرعى الوحي الالهي نبيه الكريم (ص) ، فيرى في منامه أحداثا رمزية ، لقد رأى (ص) :

(أن في سيفه ثلمة ، وأن بعيرا يذبح له ، وأنه أدخل يده في درع حصينة) (1) .

وتأمل رسول الله (ص) في رؤياه ففسرها بأن نفرا من أصحابه سيقتل ، وأن رجلا من أهل بيته سيصاب ، وأن الدرع الحصينة هي المدينة .

وهكذا صار رسول الله (ص) ينتظر هجوم قريش وأحداثا دموية تكلفه طليعة من أصحابه وأهل بيته ، وعليه أن يتحصن في مدينته .

الشورى والقرار

وجريا على عادته، فقد شاور رسول الله (ص) أصحابه في الموقف ، وأخبرهم بخطة قريش وعدوانها الذي تعد له .

فاتفق الجميع على صد العدوان ومقاتلة المشركين ، واستمر الحوار في تحديد اسلوب المواجهة والموقع الذي تتم فيه المنازلة .

فكان رأي رسول الله (ص) أن لا يخرج المسلمون من المدينة ، وأن يسحب العدو إلى داخلها فتتشتت قواه في الشوارع والطرق والأزقة ويضرب المعتدون من كل مكان ، ويساهم الشيخ

(21)

والمرأة والصبي بالحجارة وإلقاء النار من فوق أسطح البيوت ليكونوا عونا للمقاتلين المسلمين ، فإن حرب المدن في هذه المعركة أفضل للمسلمين من حرب الصحراء المكشوفة ، والمنازلة المعهودة ، لتفوق العدو في العدد والعدة .

Bogga 29