Taariikhdii Rasuulka Alle
سيرة رسول الله
Noocyada
قاد وحدة المجاهدين وسريتهم بنفسه في شهر صفر على رأس السنة الاولى من هجرته الشريفة، فكانت هذه أول غزوة غزاها رسول الله (ص) وأول عمل عسكري يقوده بنفسه ، مسلما لواء الجهاد إلى أسد الله حمزة بن عبد المطلب ، وكانت عناصر هذه الوحدة العسكرية والقوة الاستعراضية كلها من المهاجرين الاشداء الذين اخرجوا من ديارهم ، في حين استخلف الصحابي الآنصاري سعد بن عبادة على المدينة يدير شؤونها ويتولى امورها ، وتوجهت هذه الوحدة العسكرية حتى بلغت (الابواء) ، وكان رسول الله (ص) مستهدفا قطع الطريق على قافلة لقريش ، كما استهدف بني ضمرة في هذه الغزوة أيضا ، إلا أنه لم يستطع الظفر بالقافلة ولم تقع اشتباكات مسلحة ، ولكنه حقق أهدافا ومكاسب عسكرية وسياسية اخرى ، وهي إقامة معاهدة عدم اعتداء بين رسول الله (ص) وبين بني ضمرة ، من بني كنانة ، ممثلة بزعيمها مخشي بن عمرو الضمري ، ثم دونت نصوص المعاهدة وكتب بين الطرفين كتاب جاء فيه :
«إن رسول الله لا يغزو بني ضمرة ولا يغزونه، ولا يكثرون عليه جمعا ولا يعينون عدوا» .
وهكذا بدأ رسول الله (ص) يعقد المعاهدات والاتفاقيات السياسية ، وبدأ الكيان السياسي الاسلامي يفرض وجوده ومكانته على القبائل وينتزع الاعترافات من الآخرين ، بعد أن أصبحت له قوة مهابة ومكانة عسكرية محترمة ، فدخلت بذلك الدولة والدعوة الاسلامية مرحلة جديدة من التحرك والتأثير .
واستغرقت هذه التظاهرة العسكرية السياسية خمسة عشر يوما ثم عاد رسول الله (ص) إلى المدينة(1).
ويسمي المؤرخون هذه الغزوة (الابواء) كما يسمونها بغزوة (ودان) (2).
Bogga 21