10

« أي ألم يعلم هؤلاء الكفار (أنا جعلنا حرما آمنا ) يأمن أهله فيه من القتل والغارة ، (ويتخطف الناس من حولهم ) أي يقتل بعضهم بعضا فيما حولهم وهم آمنون في الحرم »(1).

وقال الراغب الاصفهاني في معجم «ألفاظ القرآن» :

« أي يقتلون ويسلبون »(2).

ويذكر القرآن بتلك الصورة المأساوية ، صورة الرعب والخوف والفقر بقوله :

(فليعبدوا رب هذا البيت * الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ).(قريش/3، 4)

أما المرأة فكانت تعاني حياة البؤس والشقاء ، وتعامل معاملة الحيوانات والمتاع ، فلا حقوق لها ولا كرامة ، بل لا يسمح لها أن تعيش على سطح هذه الارض ، وهي في عرف ذلك المجتمع الجاهلي ملك للرجل، وتورث كما تورث الحيوانات والممتلكات الاخرى؛ وفقد كان الابناء يرثون زوجات الآباء ويتزوجونهن .

تلك الظاهرة البشعة التي أشار إليها القرآن الكريم ، وحرم الاقدام عليها بقوله :

(ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا ).(النساء / 22)

بل وكان أحدهم إذا ولدت امرأته بنتا ، سيطر عليه الهم والحزن ، وشعر بالخوف من العار

(9)

وسوء السمعة ، ولجأ إلى قتلها أو دفنها حية أو تقبلها على مضض واحتقار وكراهية؛ فكانت المرأة ضحية هذه العقلية المتخلفة والاعراف الاجتماعية البالية ، حتى بلغت الجريمة والقساوة والوحشية بأولئك القساة الجفاة أن يدفنوا بناتهم وهن أحياء ، للتخلص من الانفاق عليهن ، ومن العار والشنار الذي يخشون وقوعه من المرأة .

Bogga 10